بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. ثم أما بعد :
قال تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)..
عندما خلق الله الشهور اختار رمضان.. وعندما خلق الليالي اختار ليلة القدر..
وعندما خلق الأماكن اختار مكة والمدينة.. وعندما خلق الأمم اختار أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
ولما خلق الله الأنبياء والرسل اختار أولي العزم منهم ثم اصطفى الخليلين (محمد وإبراهيم) عليهم السلام جميعاً..
وهكذا في شرائع الله التي بينها لنا.. والله يقول : (مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ).. أي ليس لأحد أن يختار في الشرع الشيء الذي يريد..
حتى الأنبياء والرسل ما كان لهم الخيرة في الشرع.. ومن كان اختياره مخالف لما شرعه الله فهو من الخاسرين في اختياره..
ومن هذا المنطلق أطرح سؤالاً : لما نكره الناصحين وقد اختارهم الله..؟!!
يقول الله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)..
يبين الله سبحانه وتعالى أحد أسباب اختيار هذه الأمة.. وهو وجود الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر..
أكثر أمة يوجد بها الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. وهذه كرامة من الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة..
ويقول الله سبحانه وتعالى : (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)..
يبين الله في هذه الآية صفات الصالحين ومن ضمنها أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..
لقد كان لقمان حكيم أتاه الله الحكمة.. (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ).. استمع ماذا يقول هذا الرجل الذي أتاه الله الحكمة..
قال تعالى : (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)..
وقد بين الله سبحانه وتعالى أن من صفات المفلحين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. حيث قال :
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)..
لما نكرههم وهم يحملون صفة من صفات الأنبياء..؟ فكما بين الله أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من صفات الأنبياء.. حيث قال :
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ)..
لا أريد أن أطيل الحديث عن فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالآيات كثيرة.. ولكن يكفي أن الله قد اختار هذا الطريق للصالحين..
وكما اختار الله هذا الطريق للصالحين بين أن من ينتهج الطريق المعاكس لما اختاره الله فهو ملعون أي أنه مطرود من رحمة الله.. حيث قال :
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)..
أيضاً الطريق المعاكس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو طريق المنافقين والمنافقات..
قال تعالى : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الأمر خطير يا سادة.. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)..
فهل ننتظر الساعة التي لا يستجاب لنا فيها..؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
لما نكره ونعادي من اختار الطريق الذي اختاره الله..
ونحب ونوالي من اختار عكس الطريق الذي اختاره الله لنا..؟!!
هل هو قصور في التربية..؟
أم أنها أصبحت عادة مجتمع..؟
أم هو الهوى..؟
أم أنه مكر الليل والنهار ممن خانوا..؟
أم هو الإعلام..؟
ما هي الأسباب مع أن الطريق واضح..؟!!
وما هي الحلول..؟!!