أحلام مستغانمى
من سيفوز أخيراً بإهداء الكأس إلى إسرائيل ؟
أثناء انشغال العالم العربي بما ظنّته الشعوب ربيعاً ، تعيش إسرائيل مواسم ازدهارها ، وفصول مباهجها . فقد اتّضح لنا ، خراباً عربياً بعد آخر ، أن الربيع – في نهاية المطاف - كان يُزهر في مكان آخر غير الذي توقّعناه ، وأنّ " خراب البصرة " وأخواتها كان مخططاً له على يد " العزيز هنري " كيسنجر قبل نصف قرن من الآن ، أثناء سُباتنا الشتوي في أحضان التاريخ .
ما حاجة اسرائيل إلى القتال ؟ لقد تكفّلنا بذلك . أصبح بإمكانها أن تتفرّغ لمشاهدة نشرات الأخبار ، وتقهقه حتى تقع على قفاها من الضحك ، وهي تُغيّر القنوات بين العراق ، وسوريا ، ومصر ، وليبيا ، وتونس، واليمن ، وترى كم وفّرنا عليها من أموال ، ومن حروب ، ومن قتلى ومخطوفين .
لعل السؤال الأصعب الذي ستواجهه إسرائيل في المستقبل ، يختصره عنوان أغنية فرنسية شهيرة
((والآن ماذا علي أن أفعل؟))
بربكم ماذا ستفعل إسرائيل بجيوشها ، وجحافل جواسيسها ، وترسانة أسلحتها ؟
حتى مخبروها سيعانون البطالة .. فخونتنا وعملاؤنا ما تركوا لهم من مهمة !!
كان بيغين يقول : ( من كل خمسة لدى عرفات لي إثنان ) ,, للأسف لم يصدقه عرفات إلا عندما تأخر الوقت كثيراً ،
فقد إنتهى مسموماً على يد أحد الرجلين ... بلى .
ثمة لإسرائيل ما يمكن أن تلهو به أثناء ربيعنا الذي يزهر جُثثاً مشوهة ، ورؤوساً مفصولة ، وقلوباً وأفئدة بشرية مأكولة بشهادة الكاميرات ,,, في إمكانها أن تقتل الوقت بقتل الفلسطينيين، مواصلةً بعيداً عن الأضواء التنكبل بهم والإجهاز عليهم ..تجويعاً وإبادة وحصاراً ..
فتستولي على أراضيهم وتهدم بيوتهم وتقتلع أشجارهم وتلتهم القدس ((دار دار .. زنقة زنقة )) في غفلة من العالم المتواطئ معها تعتيماً ..
من سيحاسبها على جرائمها والعالم يشاهدنا يومياً نقترف ماهو أفظع منها ؟
.