على ضفاف الليل
وكان هُنا الليلُ يسري
على نبضِ روحي
وأضغاثِ رؤيا
وبوحِ السُّكونْ
يُكَحِّلُ رِمشَ المساءِ الجميلِ
بِكُحلِ الفُتونْ
ويُلقي تحيةَ قَلبٍ
وإيماءَ عِشقٍ
على سوسناتِ الليالي
وأيكِ الجُفونْ
ويخطو رويداً .. رويداً
على همهماتِ الأماني
ويرقُص شوقًا
لتلكَ العُيونْ
* * *
ألا أيُّها الليلُ رِفقًا بقلبي
ولوعاتِ حُبِّي
وعقلي المَصونْ
فخُذْ من رفيفِ الأماسي
قناديلَ لحَنٍ .. وأنغامَ نورٍ
لِتعزِفَ بين الحنايا
بصوتِ المُغنِّي
خَبايا اللُّحونْ
وخذْ ريشةَ الحبِّ
وارسمْ تباشيرَ أُنسٍ
على لوحةِ الدَّهرِ
كيما تخطَّ
صَهيلَ الخيالِ
بحبرِ الفُنونْ
* * *
ألا أيُّها الليلُ
يا مَنْ تَوارى
عنِ الهَاجِعاتِ
ليبقى أسيرًا .. لقيدِ التَّأنِّي
وشَطِّ المُنونْْ
فكنْ في زوايا الزَّمانِ دُجى الخَافِقاتِ
وشمسَ الشُّجونْ
فإمَّا يكونُ الصَّباحُ
وإمَّا تَكونْ
* * *