بدت فوانيس رمضان تنير الطرقات ..
ونسائمه العليله تهب في أرجاء المدينة ..
هممنا باستقبال مفرح لهذا الشهر
ولكنّ خطوات القدر بدت أسرع ..
فمع إشراقة شمس الثامن والعشرين من شعبان ..
غاب بدر جدتي الغاليه ..
التي كانت كالنور في حلك الظلام ..
كالدفء في عز الشتاء
ماتت..
وغابت معها تلك البسمة الصادقة ..
وغاب صوتها الذي يحمل كل الحنان والعطف ..
كلماتها الدافئة التي تشعرني بالأمان ..
لا زالت تجول في أعماقي ..
لا زلت أشعر وكأنها الآن بقربي ..
فتسمعني شدوها العذب ..
أرى سجادتها .. ثيابها .. عطرها ..
سريرها الذي أقلّها فترة مرضها ..
أكتب خاطرتي وأنا أنظر إلى سريرها
أتخيلها لحظة عليه ..
وسرعان ما يتلاشى وميض صورتها ..
وتبدأ عيناي بقصة أخرى معها ..
حبرها الدمع ..
تتسارع النبضات في قلبي ..
احمرار ينتشر في أجزاء صدري ..
امسك بصدري ناحية قلبي ..
لعل النبض يعتدل ..
تزداد نبضاتي أكثر يتضح عليّ الإجهاد ..
أطفئ مصابيح الحجرة كي لا يلحظني احدهم ..
يتساقط عرق جبيني ..
في عز برودةٍ حولي ..
يحكم الألم قبضته عليّ ..
وتأبى يداي الا أن تكمل هذه الكلمات ..
أعود لتشكيل صورتها في مخيلتي ..
توارت كل صورها .. في هذه اللحظة ..
المليئة بالألم ..![]()
لم يبقى إلا تلك الصورة .. حينما قبلت جبينها![]()
وحينما أنزلتها إلى قبرها ..
وهي أول مرة أنزل فيها قبرا ..
أنزلوها فأمسكناها ..
وأدخلناها إلى لحدها ..
لا شيء يصف تلك اللحظة ..
لا شيء ..
كنت أدفنها ويمر شرييط ذكرياتها أمام عيني ..
يدها الحانية حينما كنت أقدم لها الماء .. فتمسح بيدها على خدي ..![]()
ولكني الآن أدفن جسدها الذي احتضنني طوال عقدين من الزمان ..
أعود إلى البيت ..
فأرتمي على سريرها ..![]()
شارد الذهن .. كل الذكريات تعود ..
أحمد الله أن صبرني خلال تلك الأيام ..
صوت البكاء يعلو في أرجاء المنزل ..
حقا الموت أعظم مصيبة ..
رحـــــــــلـــــت
صاحبة الابتسامة ..
رحلت الكريمة ..
رحلت نبع الوفاء والحب ..
رحلت .. وتركت لنا ذكراها الطيبه ..
وقلوبا مملوءة بالحب لتلك الملاك الطاهر ..
رحلت فوداعا جــــــدتــــــــي الغالية ..
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته ..
بقلمي : STYLER
14 / 9 / 1434 هـ
09:00 ص ..