أحمد بن يحيى البهكلي
ولد في مدينة أبي عريش عام 1374 هـ
بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الملك سعود
ماجستير في اللغويات من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية
يستعد حاليا لمناقشة رسالة الدكتوراه في اللغويات من جامعة الملك سعود
عضوية المجالس والجمعيات • عضو الأسرة الوطنية لإعداد المعلمين 1416هـ
• عضو مجلس إدارة النادي الأدبي في جازان من 1413هـ
• عضو مشارك في اللقاء الثاني للحوار الوطني 1424هـ
• عضو الجمعية العربية السعودية للعلوم التربوية والنفسية
• عضو مجلس كليات المعلمين 1413- 1424هـ
• عضو مؤسس بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان
المؤتمرات والندوات • مؤتمر الجهاد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1411هـ
• المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين بجامعة أم القرى
• المؤتمر الثاني للمعلم بجامعة أم القرى
• الملتقى العربي للتربية والتعليم في بيروت
• ملتقى أبها الثقافي
• المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)
• اللقاء الثاني للحوار الوطني 1424هـ
المؤلفات والأبحاث • الأرض والحب (مجموعة شعرية) 1398هـ
• طيفان على نقطة الصفر (مجموعة شعرية) 1400هـ
• النقد النفسي في التراث العربي
• أول الغيث (مجموعة شعرية) 1412هـ
• الازدواجية اللغوية (دراسة عن الفصحى والعامية) 1417هـ
هذه لمحة سريعة جدا عن سيرة الأديب أحمد البهكلي
قصيدة في رثاء الشيخ :أحمد ياسين
طبت يا سيدي شهيدا عليا
مثلما طبت في الحياة تقيا
طبت طاب الدم الزكي يروي
طهره ذلك التراب الزكيا
طبت طابت ربا فلسطين طابت
أنفس ترفض المقام الدنيا
طبت يا أيها الشهيد وقد قر
بك الله راضيا مرضيا
إيه يا أمة الجهاد هنيئا
لك هذا المصاب يكشف غيا
الضباب الذي ثوى في المآقي
بات نسيا وماضيا منسيا
والسراب الذي تصبى قلوبا
سذجا بات أمره سخريا
والحجاب الذي توارت ضباع
خلفه قد هوى عليها هويا
رُبَّ وهم فشا وعرَّش فينا
أن درب السلام بات سويا
أسفر الصبح ، وقدة الشمس نزت
فأذابت شحم السلام الطريا
رقصة الموت والصواريخ تشدو
لحن (بوشارون) الرخيم الشجيا
والجماهيرفي ذهول وصمت
أخبتت للشهيد طلق المحيا
إيه ياسين ، لم تمت ، ما شهيد
مات ، لكن يقيم في الخلد حيا
لأُرجِّي لك الكرامة تلقى
ثم حورا عينا وربعا حفيا
ولك الخلد يا شهيد ، وتشوي
قاتليك الجحيم لا ريب شيا
رغم وهن العظام كنت القويا
رغم ضعف العتاد عشت الأبيا
وبرغم انعزال قوم بعيدا
أنت لم تنتبذ مكانا قصيا
لست أعشى يا من وهبت ضياء
لعيون بكت ضياها الوضيا
لم تكن مقعدا ، فعزمك يكفي
أمة يا حسامنا السمهريا
رجل أنت من رجال رباط
ما نرى في الرباط إلا كميا
أسد أنت والعداة كلاب
نابحات تحوط ***ا خصيا
عشت رمزا وقد ترحلت رمزا
ليت لي موتك اللذيذ الشهيا
نم عزيزا فدربك اليوم يطوى
لربا القدس صفحة الأرض طيا
ولقد أسفر الصباح فهيا
[font=arial][b][left]نشرب النور أمة النور
الشاعر أحمد البهكلي في رابطة الأدب الإسلامي: بكاء معلمي لسقوط القدس قدح شرارة الشعر بداخلي
30 يناير 2009
الرياض – البلاد الثقافية
عقد المكتب الإقليمي لرابطة العالم الاسلامي ملتقاه الأدبي لشهر محرم 1430هـ بالرياض، وكان اللقاء بعنوان “الشاعر أحمد بن يحيى البهكلي في تجربته الشعرية”، وقد أداره الدكتور ناصر الخنين نائب رئيس المكتب ، والاستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، وحضره جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي الادب الاسلامي.
شكر الشاعر أحمد بن يحيى البهكلي الرابطة على إتاحة هذا اللقاء ثمّ تحدث عن أبرز المؤثرات في تجربته الشعرية، وهي :
- التنقلات المستمرة بين عدد من مدن المملكة في طلب العلم مثل جازان والرياض وابها، وغيرها، ثم سفره الى أمريكا لنيل درجة الماجستير.
- تتلمذه على العلماء والادباء في منطقته، ومنهم والده، والشيخ عبد الله القرعاوي ودراسته في المعهد العلمي في صامطة ومنهجه السفلي. التواصل مع عدد من الشعراء البارزين الذين كانوا في ابها مثل الشاعر السوري على دمّر، والشاعر المصري محمد بدر الدين، والشاعر السوداني محجوب عمر ، والاستاذ أحمد بيهان. والمراكز الصيفية التي كانت تستضيف اعلام التربية والادب.
- طلبه العلم في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية على عدد من نخبة الاساتذة مثل الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا، والدكتور عبد القدوس أبو صالح ، والدكتور عبد الحليم محمود، والدكتور عمر عودة الخطيب الذين أحبهم وأحب طريقهم الذي ساروا عليه.
- فلسطين كانت الشرارة التي قدحت جمرة الشعر في أعماقه عندما رأي معلمه يبكي أمامه في قاعة الصف أثناء اختبارات نهاية العام، لسقوط القدس وباقي فلسطين هزيمة العرب في حرب حزيران 1967م ومازالت تلك اللحظة تعمل في ذاكرته متوقدة!
- كان ديوان الشاعر العراقي هدية استاذه له نموذجا شعريا مبكرا في بنائه الشعري ، وكتابات المنفلوطي والرافعي وشكسبير، والمكتبة الوطنية في الرياض من أبرز منابعه الأدبية والثقافية.
إسهاماته الأدبية
وتحدث الشاعر البهكلي عن صلته بالاندية الادبية، واسهامه الفاعل في أنشطتها ، فقد حل على عضوية النادي الادبي ، وجمعية الثقافة والفنون في الرياض ، وعلى عضوية نادي جازان الادبي ، وعضوية رابطة الادب الاسلامي العالمية . وأسهم في تحرير ملحق الجزيرة الادبي ، وقدم الكثير في المنتدى الادبي في معهد الرياض العلمي ، ومسرح كلية الشريعة وكانت منارة ، ثم انتقل الى جامعة الملك سعود ، ووجد فرصة لإغناء تجربته في اللغة العربية في معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها.
دواوينه الشعرية
من أبها الجميلة انطلقت موهبته الشعرية الحقيقية وصدرت مجموعته الاولى:
“الأرض والحب” قبل الانتقال إلى الجامعة.
أما مجموعته الشعرية الثانية: “طيفان على نقطة الصفر ” فقدمها الى الاستاذ محمد علي السنوسي رحمه الله ، وصدر عن نادي جازان الادبي عام 1400هـ.
وقدم مجموعته الثالثة: “أول الغيث” الى الاستاذ الاديب عبد الله بن ادريس فصدرت في نادي الرياض الادبي عام 1412هـ . وله ديوانان تحت الطبع . وقد وجدت دواوينه اهتمام النقاد والدارسين فكتب دراسات نقدية كثيرة حولها في الدوريات المحلية، وقدمت رسالة ماجستير عن شعره .
وقفات مع الشعر وجناية العمل الاداري عليه
وقف الشاعر أحمد البهكلي مع الشعر قائلا: إن اللحظة الشاعرية تحتاج الى اقتناص ، فأحيانا اكتب المطلع ثم بعد اربع سنوات اكمله ، واحيانا اكتب ثلاثين بيتا في جلسة واحدة أو ساعة واحدة ، وقد أكون في السيارة فأتنحى جانبا لأكتب قصيدة! لقد شاركت في عشرات الامسيات الشعرية ولكن ما رأيت عائقا للشعر مثل طغيان الجانب الاداري على المبدع، ولاشك في أن شعور الانسان بأنه وصل ادبيا وابداعيا وتضخيم الذات هو الوصول الى المحرقة!
وقدم نماذج مختارة من شعره منها قصيدته في مدينته جازان ومطلعها:
أسائل عنك الليل والانجم الزهرا
لعل لديها عنك يا فتنتي خبرا
وعبر عن رؤيته للشعر في قصيدته : ” عجين النار” ويقول فيها:
الشعر عندي الورد أن فتحا
الشعر عندي الورد إن صوحا
الشعر عندي الحزن إذ يرتمي
غمامة تحجب شمس الضحى
الشعر عين سفحت دمعها
تبكي دم الانسان ان يسفحا
الشعر عندي ليس انشوطة
ألهو بها ، كلا .. ولا مربحا
وتمثلت نظرته للحب وفلسفته فيه في قصيدته “إلى قيس”، يقول فيها:
سُدى هذي الدموع وذي المآقي
فلا تجزع لنازلة الفراق
ألا كم عاشق قد ذاب لهفا
على حلم التواصل والتلاقي
ومغترب قضى نأيا ، ودان
قضى من حزنه والحزن باق
فيا قيس اليماني كم تنادي
على ليلى وليلى في العراق !
ومن القصائد التي استلهم فيها الرموز الاسلامية التاريخية قصيدته “غسيل الملائكة” التي نالت الاعجاب .
وختم البهكلي قراءاته الشعرية بقصيدته التي كتبها لغزة الصمود ، وما تعرضت له من عدوان اليهود الغاشم، يقول في مطلعها:
لغزة مجدها ولها الفخار
وللحراس راقصة وبار
نافذة على الحوار
وفي ختام اللقاء قدمت عدة مداخلات: فأشار الأديب الدكتور محمود شاكر سعيد ان الشاعر أحمد البهكلي سليل اسرة علمية ممتدة ، ويتميز بعمق ثقافته وقدراته الفنية ، ووضوحه ، وسلامة لغته ، وعشقه للغته العربية الفصحى ، وهذا ما جعله يتكلم العربية الفصحى في لغته اليومية مع أسرته ومن حوله.
ورحب الدكتور عبد الله العريني بالشاعر في الرابطة وقال : انه شاعر كبير ، كان في تنافس مع الشاعر العشماوي في فترة الطلب في الجامعة ، وما أروع الذكريات التي جلاها !! وقال الدكتور وليد قصاب : إن الشاعر البهكلي راق في اسلوبه وفنيته ، وكم أعجبتني قصيدته غسيل الملائكة !أما الدكتور عبد القدوس أبو صالح رئيس الرابطة فقد وقف وقفات فنية ولغوية مع شعر البهكلي فقال: ان البهكلي يشبه أبا تمام في شعره ، والعشماوي يشبه البحتري ، وفي شعر البهكلي عمق، وغموض جميل ، وتميز باللغة ، ولديه تعبيرات جديدة ومصورة ، وأخيرا أشار الاديب الدكتور ناصر الخنين ان شعر احمد البهلكي يتميز بخصوبة الخيال، وحمل هموم الأمة ، وعمق الفكرة ، وحسن التوظيف الدعوي للرمز الاسلامي
أشجان فلسطين في ديوان: (أوَّلُ الغَيْث) للشاعر السعودي: أحمد بهكلي[/CENTER]
(أوَّلُ الغَيْث) هو الديوان الشعري الثالث للشاعر السعودي أحمد بن يحيى بهكلي، وصدر في طبعته الثانية عام 1425هـ، من إصدارات مركز البحوث التربوية، التابع لكلية المعلِّمين بـ(جازان)، ويقع في مئة صفحة تقريبًا من القطع المتوسط، وضمَّ ثماني عشرة قصيدة، وثلاث دراسات أدبية.
السلام المفقود:
أشجان فلسطين في ديوان (أوَّل الغَيْث) تتلظَّى في عدَّة قصائد؛ لأن الشاعر أحمد البهكلي شاعرُ المواقف والرُّؤى الإسلامية السَّديدة، ولم تخرج فلسطين في شعره وذاكرته عن الهمِّ الدَّائم الذي يُلازمه؛ لأنه يتألم ويحزن لحزن إخوانه، ففي قصيدة: (رُؤى في نيويورك) يوقظ أرواحَنا في تصوير أشجان أرض الرِّباط:
وتذكَّرتُ ديرَ ياسينَ لا ما ءَ يروِّي ولا تزولُ السُّدودُ
وَالْتَظَتْ في الجفون أشجارُ قُدْسِي لا ظلالَ بها ولا اخْضرَّ عودُ
واحتواني نَشِيجُ لُبنانَ حيث السْ سُوسُ خَيْلٌ كما البُغَاثُ أُسودُ
أَرِنِي أيُّها الدَّليلُ دَليلاً واحداً فيه للسَّلامِ وجودُ
أَرِني أيُّها الدَّليلُ شريداً واحداً أوَّبَتْهُ هَذِي الوُفودُ
ها هنا مَجلسٌ لأمنِ البَرايا خائفٌ في قَرارِه رِعْدِيدُ
ما عَرَفناه غيرَ لُعْبَةِ طفلٍ ليس يُبدي وليس قطُّ يُعيدُ
كَمْ خَبَرْناهُ يا صديقي ولكِنْ حَظُّنا منه حِصْرِمٌ ووُعودُ
تتفتَّح الدلالة المكانيَّة في قصيدة أحمد بهكلي على نافذة الذِّكريات المؤلمة، وتأوي إلى ظلالٍ حزينةٍ من أشجان فلسطين ولُبنان معًا، ولو لم تكن هذه المواجعُ الروحية المتنامية في نفسه، لما كانت هذه الحسراتُ تشجيه من خلال أشجار القدس اليابسة، ودير ياسين الظامئة، وهو هنا يمضي إلى الفعل السَّاطع بأنواره، لا الكلام الزَّائف الذي لا وزن له، فتقرأ: (وتذكَّرتُ ديرَ ياسينَ، والتَظَتْ في الجفون أشجار قُدْسِي، واحتواني نَشِيجُ لُبنانَ، أَرِنِي أيها الدَّليلُ دليلاً، أَرِنِي أيها الدَّليلُ شريداً).
وتنمو القصيدةُ إلى ذروة توتُّرها حين يغدو (مجلس الأمن) مجلسَ خوفٍ واندحارٍ، ويغدو (لُعْبَةَ طفلٍ) بِيَد (نيويورك)!! نيويورك الظُّلم والوعود الكاذبة والخداع والسلام المفقود.
ويستثمر شاعرُنا عنصر السخرية متهكِّماً لما يراه في (مجلس) الأمن من بُهتان وكذب، وهَضم لحقوق الشعب الفلسطيني، فهو مجلس أمنٍ الأصلُ فيه أن يؤمِّن الناسَ على حياتهم وحقوقهم وعَيْشهم، ولكنه يرتجف خوفاً ورعباً من الدُّول الكبرى المهيمنة على قراراته! فَلَم يُعِِدْ أرضاً ولا شريداً، ولم يَرُدَّ معتدياً؛ بل هذا المجلس لا حظَّ لنا فيه - بعد أن خَبَرْناهُ - غيرُ (الحِصْرِم) والزَّيف؛ فيغدو فيه المجرمُ ضحيةً، والضحيةُ مجرمًا!
سيِّد العزم:
وإن كانت الدَّلالة المكانية في قصيدة (رُؤى في نيويورك) تُفضي إلى تلك الأشجان الفلسطينية، فإن حِسَّ الزمان ودَلالته تَجُوبُ بنا في فضاءٍ يَعْبَقُ بأريج الحاضر وشَذى المستقبل، كما نجد في قصيدة (عامان) التي أهداها إلى البطل الفلسطيني الذي تصدَّى للاحتلال بجسده وبالحجارة:
عامانِ مرَّا كأنْ ما مرَّ عامانِ وأنتَ تُحْصِبُنا قَسْرًا كبُرْكانِلقد وُفِّق شاعرنا أحمد بن يحيى البهكلي في حُسْن المطلع، من خلال سَلاسَة الألفاظ وشُموخ المعاني: (عامانِ مرَّا كأنْ ما مرَّ عامانِ)، إلا أنني أرى أن لفظ (تُحْصِبُنا) لم ينسجم مع هذا الحُسْن، في حين أتت الأبياتُ التالية متناغمةً، باستثناء لفظ (الحاني) في البيت الرابع، فصوت أطفال الانتفاضة وشبابها لم يكن حانياً؛ بل جاء قوياً كالصخر، كما أكَّد شاعرنا في عدَّة معانٍ في أبياته، ولعل القافية نَحَتْ بالشاعر إلى ذلك.
عامانِ يا سيِّدي ما رفرفتْ شَفةٌ إلا جَرَيْتَ عليها نهرَ ألحانِ
عامانِ يا سيِّدي كفَّاكَ ما وَهَتا من كَسْرِ صخرٍ ومن تحطيمِ صوَّانِ
عامانِ عامانِ كم من نَاعقٍ صَمَتتْ أَبْوَاقُهُ مُذْ تعالى صوتُكَ الحاني!
وأنتَ يا سيِّدَ العَزْمِ الأكيدِ يدٌ طَويلةٌ ما ثَناها عن مدًى ثانِ
أنْعَشْتَ رُوحَ الإبا والرَّفْضِ في جَسَدٍ واهٍ وأيقظتَها في جَفْنِ وَسْنانِ
ولم يكنْ لكَ فيما جِئتَ من مَدَدٍ إلا خُلاصةُ إقدامٍ وإيمانِ
كما أثرى التكرارُ (عامانِ) القصيدةَ لتُجدِّف في خضمِّ المعاناة التي يعيشها البطل المقاوِم للاحتلال، والذي رمز له بـ(سيِّد العزم)، وهي استعارةٌ مَكْنِيَّةٌ، تعاضدت لإبرازها صورٌ حسيَّةٌ ومعنويَّةٌ في معظم أبياته: (كفَّاك ما وَهَتا من كسر صخرٍ)، (وأنت كبُرْكان)، (أنْعَشْتَ رُوحَ الإبا والرَّفْض)، (وأنت يَدٌ طويلةٌ)، (ما رفرفَتْ شفةٌ).
كما جاءت إضافة (السيِّد) إلى ياء المتكلم لتَهَبَ القصيدةَ خصوصيةَ المشاركة الوجدانية (يا سيِّدي .. يا سيِّدي)؛ إذ لم يكن الشاعر إلا ذاك الفتى الذي يتواصل مع إخوانه المسلمين المجاهدين في فلسطين، وهي تبقى قبل ذلك وبعده شهادةً دامغةً لرؤية البهكلي في مضمونه المشرق، وفنِّيَّته الرَّاقية، وهذه الرؤية لن نستطيع تهجِّيها إلا من خلال قوله عن سيِّده البطل:
(ولم يكنْ لكَ فيما جئتَ من مَدَدٍ إلا خُلاصةُ إقدامٍ وإيمانِ)
التمرُ أوَّله البَلَح:
وتظلُّ أشجان فلسطين تحرِّك شاعرَنا السعودي البهكلي؛ فهو يرى أنها قضيتُه الأولى؛ بل هي قضية المسلمين جميعًا، ويرى أن فتيةَ فلسطين هم أمل الأمَّة، ويدعوهم أن يهزُّوا ببأسهم منَّا ذوي خَوَرٍ، وهو يَلْمَحُ النصرَ القادم على الرغم من التخاذل والمواجع.
هكذا تأتي قصيدة: (أقولُ) لتقول أكثر مما قد يقال:
يا فِتْيَةً في رُبا أَرضِ السَّلامِ بَخٍ بَخٍ لكُم أنتمُ الآمالُ والفَرحُليس لدي الشاعر أحمد بهكلي تَرَفٌ في لغته أو معانيه أو صوره، لكنه يرسم لوحةَ البطولة بريشةٍ شاعريةٍ حاضرةٍ، إنها بطولةُ فلسطين الأرض المقدسة، أرض مَسرى نبيِّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وإذا كانت هذه القصيدة تُبنى مَواجدُها على الحكمة الآسرة، والمفارقات بين (الأنا الشاعر) وضمير (المخاطَبين)، بأسلوب النداء والتمنِّي - والأمر أحياناً - فإنها لم تُغفِل الواقع الجارح بكلِّ آفاقه ولوعته، وهي تنهل في دفقاتها الشعورية ومضمونها من قَبَس القرآن الكريم وسُنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم: (هزُّوا إليكُم بجِذعٍ)، (فالصُّبْحُ ينشرحُ)، (بخٍ بخٍ).
يا ليتَني إذْ نَأَتْ عنِّي عزيمتُكُمْ غَدَوتُ صَخراً حَوَتهُ القُدْسُ أو رَفَحُ
ما لي إليكُم طَريقٌ يا رفاقُ ولا لكُم إليَّ تَمادتْ بيننا الفُسَحُ
لأَنتمُ البُرْءُ ما أَخْنَى بِرَوْعَتِهِ زَيْفُ السِّياسةِ أو قانونُها الوَقِحُ
مُسْتَنْقَعُ السِّلْمِ لم يَسْبَحْ بهِ أحدٌ مِنكُمْ إذِ الواهمونَ الخُرْقُ قد سَبَحُوا
آمَنتمُ بسَبيلِ الله لا بِيَدٍ للشَّرقِ تمتدُّ أو للغَرب تَنفَتِحُ
هُزُّوا إليكُم بجِذعٍ يَنتثرْ ثَمرٌ أَشهى، ولا تَيْأسوا فالصُّبْح يَنشرحُ
النصرُ أَلْمَحُهُ من ذا العذابِ بَدَا والتَّمْرُ أوَّلُهُ يا إخوَتي البَلَحُ
كما ستظلُّ هذه القصيدة تَدْمَغُ كلَّ المتخاذلين أمام مدِّ يد العون للحَجَر الفلسطيني، الذي سيَنطِق - إن عاجلاً أو آجلاً - كما أخبرنا الصادقُ المصدوق قبل أكثرَ من أربعةَ عَشَرَ قرنًا، فهل أيقظَنا شاعرُنا السعوديُّ أحمدُ البهكلي على نبض إيقاعاته المضيئة؟![/QUOTE]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجـــــــين الــنــــــارالشعر عندي الوردُ إن فتَّحَا [COLOR=#ffffff
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجـــــــين الــنــــــارالشعر عندي الوردُ إن فتَّحَا [COLOR=#ffffff
[QUOTE=من القصائد التي شارك بها ..المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من قصيدة: رؤى فــي نيــويـــوركيا نيويوركُ - والوجوه حديدُ [COLOR=#ffffff
قصيدة بعنوانــ (( عجين النار ))
يقول في مطلعها ..
الشعر عندي الورد إن فتحا=الشعر عندي الورد إن صوحا
الشعر عندي الحزن إذ يرتمي=غمامة تحجب شمس الضحى
الشعر عندي الفرح ال"يحتوي"=قلبين طول العمر لم يفرحا
الشعر ذوب شهقة رعشة=اذا ادكرنــاصبــــــحنا النزحــــــا
وأخرى بعنوان (( أقول))
يقول في مطلعها ..
أقول: إن الدجى أزرى به الوضح=والمدجلون بدرب الظلمة افتضحوا
أقول: إن اللصوص السالبي وطني=تنصلوا من غرور الأمس واطرحوا
أقول: إن الأولى باعوا القضية قي=سوق النخاسة والتدليس ماربحوا[/QUOTE]
الموضوع نسخ حتى الكودات اختربت المهم عجبني ونقلته