نضاله وجهاده
دعوة التوحيد
قام ابن عبد الوهاب بدعوة المسلمين من التخلص
من البدع والخرافات وتوحيد الله عز وجل (حسب كتبه).
وقد كان كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
أحد مؤلفاته التي ساق فيه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله.
كان على بن عبد الوهاب محاربة كل هذه
البدع والضلالات - حسب رأيه - من خلال غزو
هذا الفكر بفكر جديد وكان لفكر ابن تيمية دور عظيم
في اتجاهات دعوة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
وقد تصدى الكثيرون للدعوة في مطلعها.
واشتد عداء خصومه لدعوته وأطلقوا اسم الوهابية
أو الوهابيون على دعوته وردده الأوربيون
ثم تداولته ألسنة الناس .
بدأت الدعوة في لين ورفق من بن عبد الوهاب
بين أتباعه ومؤيديه وفي بلدته العينية إلا أنه
لقي معارضة شديدة من بعض المذاهب
وكَثر أعداءه لاختلاف المصالح.
ولكن الشيخ لم يهدأ واستعمل كل الوسائل لنشرها.
خروجه من العيينة
خرج إلى الدرعية مقر آل سعود وهناك التقى بأمير
الدرعية الشيخ محمد بن سعود فاستقبل الشيخ
على الرحب والسعة وعرض الشيخ محمد بن عبد الوهاب
دعوته على الأمير محمد بن سعود فقبلها
وتعاهد الشيخان على حمل الدعوة على عاتقهم
والدفاع عنها والدعوة للدين الصحيح ومحاربة البدع
ونشر كل ذلك في جميع أرجاء جزيرة العرب.
وكان أخطر شيء في هذا الاتفاق الذي ينم عن صدقه
وجده هو الاتفاق على نشر الدعوة باللسان لمن يقبلها
وبالسيف لمن يرفض دعوتهم.
تحالفه مع محمد بن سعود
يروي ابن بشر في تاريخه أن الشيخ أخرج من
العيينة طريداً وكان سبب إخراجه من العيينة هو
أن ابن معمر أمير العيينة خاف من حاكم الإحساء
من أن يقطع عنه المعونة فأخرج
محمد بن عبد الوهاب من العيينة.
فتوجه إلى الدرعية وقد افتقد كل حظ من حظوظه
الدنيوية المباحة افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من
حوله به وبما يدعو إليه وافتقد المسكن والمكانة
وجميع الحظوظ النفسية والغايات الدنيوية
ومشى وحيداً أعزل من أي سلاح ليس بيده إلا مروحة
من خوص النخيل. لقد سار من العيينة إلى الدرعية
يمشي راجلاً ليس معه أحد في غاية الحر في
فصل الصيف لا يلتفت عن طريقه ويلهج
بقول القرآن {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً
ويرزقه من حيث لا يحتسب} ويلهج بالتسبيح.
فلما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني،
فلما دخل عليه ضاقت عليه داره وخاف على نفسه
من محمد بن سعود فوعظه الشيخ
وأسكن جأشه وقال :«سيجعل الله لنا ولك فرجاً ومخرجاً.»
ثم انتقل الشيخ إلى دار تلميذ الشيخ ابن سويلم
الشيخ محمد بن سويلم العريني وهناك بدأ التزاور
بين خصائص أهل العلم من الدرعية ولما اطلعوا
على دعوة الشيخ أرادوا أن يشيروا على ابن سعود
بنصرته فهابوه فأتوا إلى زوجته
موضي بنت محمد بن عبد الله بن سويلم العريني
وأخيه ثنيان فأخبروها بمكان محمد بن عبد الوهاب
ووصف ما يأمر به وينهى عنه فاتبعا
دعوة الشيخ وقررا نصرته.
دخل محمد بن سعود على زوجته فأخبرته
بمكان الشيخ وقالت له:
«هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة فاغتنم ما خصك الله به»
فقبل قولها ثم دخل على أخوه ثنيان
وأخوه مشاري فأشارا عليه بمساعدته ونصرته.
أراد أن يرسل إليه فقالوا: «سر إليه برجلك في مكانه
وأظهر تعظيمه والاحتفال به،
لعل الناس أن يكرموه ويعظموه»
فذهب محمد بن سعود إلى مكان الشيخ ورحب به
وأبدى غاية الإكرام والتبجيل وأخبره أنه يمنعه
بما يمنع به نساءه وأولاده. وقال له:
أبشر ببلاد خيرمن بلادك وأبشر بالعزة والمنعة،
فقال الشيخ:
وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إله إلا الله
من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد
وهي كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم
إلى آخرهم وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبقت
على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض
فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون
وذريتك من بعدك.
شروط التحالف
شرط الأمير محمد بن سعود على محمد بن عبد الوهاب شرطين:
1- لا يرجع عنه إن نصرهم الله ومكنهم.
2- لا يمنع الأمير من الخراج الذي ضربه
على أهل الدرعية وقت الثمار.
فقال محمد بن عبد الوهاب:
«أما الأول الدم بالدم والهدم بالهدم.
وأما الثاني فلعل الله يفتح عليك
الفتوحات وتنال من الغنائم
ما يغنيك عن الخراج.»
انتظرونا بالحلقه الرابعة
اللهم اجعل أعمالي خالصةً
لوجهك الكريم