(حزن في يوم فرح)
رحمك الله ياشيخ عواجي مهجري
لولا أننا في يوم عيد لما اكتفيت
بهذه الكلمات البسيطة في حقه
حيث بلغني اليوم نبأ رحيل إنسان
ما أحببت في كامل جازان كمثله
شيخ وداعية نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه و(المحتاجين)
يسلك الطرقات الوعرة ليبلغ أعالي الجبال
لا ليستمتع بالمناظر كما نفعل ، بل
ليصل إلى من لا يصل إليهم أحد
فيسد جوعتهم ويصحح عقيدتهم
فإذا أفرغ سيارته وأشبع الجوعى
عاد منزله فكانت سفرت طعامه
لاتتجاوز الصنف أو الصنفين
كان أبي بكل ماتعنيه الكلمة
وأصدقائي المقربين يعرفون ذلك
يقربني إليه حتى أشعر أن ليس هناك قريب منه غيري
أجريت عملية جراحية في الرياض
وفي أحلك اللحظات أفتح عيني
فأرى نوره يشع عند رأسي
أعود من الرياض
فإذا به من أوائل من يطرقون بابي
يا لله من يفعل هذا ممن هو في مثل مقامه ومكانته غيره
لا تظنوا أنه يفعل هذا معي لوحدي
أسألوا غيري ممن يعرفونه حق المعرفه
تسمعون مايًذهلكم
مايحزنني أنه معروف خارج المملكة
ومختلف مناطق المملكة
ويجهله وللأسف كثير من شباب منطقته
فقد زهدوا في أمثال هؤلاء الكبار
إذا رأيتم جوعان يشبع فتذكروا هذا الإنسان
وإذا رأيتم قرية نائية فتذكروا هذا الإنسان
وإذا رأيتم منزلاً في سفح جبل لا يسكنه
إلا من لا يعلم إلا الله بمدى عازتهم فتذكروا هذا الإنسان
إذا رأيتم شيخاً جليلاً وداعية رحيما وثغرا باسما
ووجها وضاء وقلبا حنوناً فتذكروا هذا الإنسان
إذا رأيتم الوفاء والصدق والإخلاص والكرم
والهمة والإحسان والنقاء وحب الخير فتذكروا هذا الإنسان
إذا رأيتم كل ذلك وأكثر فتذكروا
والدنا وشيخنا ومن تربينا وغيرنا على يديه
وتعلمنا منه أجمل الصفات
الشيخ / عواجي بن محمد مهجري
رحمك الله ياوالدي وشيخي رحمة واسعة
وجمعنا بك في أعلى عليين
آمين آمين آمين
ابنك الذي لن ينساك /
عبدالرحمن عقيل (أبوطراف)
|
 |
رد مع اقتباس
