" ليش شوهتي سمعتي "
للكاتب : أحمد علي القاضي - جازان اليوم
عرفت منطقة جازان من القدم بالعلم والعلماء .. فقد أنجبت جازان أبناء بررة رفعوا اسمها عالياً علماً وأدباً .. من أمثال الشيخ حافظ الحكمي ، و محمد بن أحمد العقيلي ، وعبدالله العمودي ، وعلي السنوسي وغيرهم من رجالات العلم والأدب والشعر الذين يشهد لهم القاصي والداني بعلو الكعب وانتشار الصيت ..
رفع رجالات جازان اسمها علياً ، حتى وصلوا إلى مصاف كبار العلماء ، وكبار الأدباء ، وكبار الساسة . ففيهم أعضاء مجلس الشورى ، وفيهم أعضاء هيئة كبار العلماء ، ومنهم مشاهير الأطباء والمهندسين ورجال التربية ..
هكذا .. وبهذا يتغنى أبناء جازان الغنية بأهلها .. يتفاخرون بأن منهم كل هؤلاء العظماء الذين اخذوا على عواتقهم رفعة الوطن والمواطن ..
كل تلك الإنجازات العلمية لأبناء جازان .. قد تتلاشى في عيون الآخرين .. عندما يشاهدون من يشوّه صورة جازان وأهلها .. سواء كان ذلك التشويه بقصد أو بدون قصد ..
سأخص اليوم حالة من حالات التشويه التي تمارس ضد المنطقة وأبنائها على مرأى منا جميعا ً ..
قبل سنتين تقريباً .. ثارت ضجة كبيرة على إثر نقد بعض الكتاب لفرق الاستعراض في المنطقة .. ولكن تلك الضجة هدأت بعد علاج موضعي سريع لم يدم طويلاً .. متمثلاُ في منع تلك الفرق من الاستعراض في أسواق المنطقة ..
ربما شاهد الكثير منا مقاطع لتلك الفرق .. وعرفنا جميعاً السر الذي جعل كتاب المنطقة ينقدونها .. فهي فرق لا تقدم الفن .. بل الغثاء .. أصوات نشاز مبحوحة .. وحركات غريبة لا علاقة لها بالنشيد أو الفن أو الاستعراض ..
كل ماهنالك تمايل يمنة ويسرة .. وحركات أقل مايقال عنها أنها غير حميدة .. ويسمون ذلك استعراضاً ..
هل هذه هي الصورة التي يريد أهل جازان أن تنتشر عنهم ؟
قرأت بعض التعليقات التي دونها من شاهد مقاطع تلك الفرق .. فرأيت السخرية المحضة ليس من تلك الفرق وحسب .. بل من أهل جازان .. وكأن أهل جازان كلهم أشرفوا على تلك الفرق ووافقوها ..
أيها العقلاء .. لئن رفع علم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ومؤلفات ودراسات العقيلي سمعة المنطقة عالياً .. فإن تلك الفرق تخفض سمعة المنطقة وتحط من قدرها ..
ولئن رفع أدب السنوسي وشعر ابن هتيمل الضمدي وابن شاجر الذروي أدب المنطقة بين الأمم وعبر الأزمان .. فإن التفاهات المسماة أناشيد تضع من قدر الأدب الجازاني ..
اليوم .. أصبح لتلك الفرقة قناة تلفزيونية يشاهدها الملايين من داخل المملكة وخارجها .. يشاهدون من خلالها صنوف القذارة المسماة استعراضاً باسم المنطقة وأهلها ..
أشفقوا على تلكم الصغيرات اللاتي غرر بهن من يسعى للشهرة والمال على حسابهن .. فأصبحن مدعاة لسخرية من يشاهدهن يتمايلن تمايل السكارى..
أشفقوا على أطفالنا الذين يتلقون هذا الأدب الغث .. و تلك الأصوات النشاز .. وتلك الرقصات المريبة ..
أشفقوا على المنطقة من سخرية الساخرين .. وشماتة الشامتين ..
أوقفوا سفهاء المنطقة .. حتى لا نصبح ممن ينطبق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا ، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَقَالُوا : لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا فَاسْتَقَيْنَا مِنْهُ وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا ، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا جَمِيعًا "
فخذوا على أيديهم حتى لاتغرق المنطقة بكاملها في بحور الخطأ .
ولأولياء أمور الراقصات رسالة .. قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يسترعيه الله على رعية -أو قال: استرعاه الله على رعية- يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )
فهل رعيتم رعيتكم حق الرعاية عندما تظهرونهن بالملابس الضيقة غير المحتشمة .. أم هل أديتم ماعليكم من تربيتهن عندما تسمحون لهن بالرقص والتصوير مع رجال تساوين معهم في الطول ؟! أو عندما يسافرن الأيام الطوال إلى مدن ودول لاتأمنون عليهن فيها وبصحبة المصورين والمنتجين والفنيين .. والمغنين ؟!! هل أغراكم المال حتى فرطتم في أغلى مالديكم ؟! ثم .. كيف هي نظرتكم للمستقبل بعد سنوات قليلة عندما تبلغ بناتكم الخامسة عشرة و مازالت أفكارهن متعلقة بقائدهن وصديقهن البريء .. الشيخ المغني ؟!!!
أخيراً .. إلى تلك الفرق .. إلى من أنشدوا تلك الأناشيد الكئيبة (مقادير ) و ( طبع الحياة ) وتلك المضحكة ( ليش فتحتي شنطتي ؟! ) ..
أي معنى للفن في هذه الأناشيد ؟
أي تربية للأطفال تنشدونها من تيئيسهم من الحياة عبر (ما حد عليها مستريح) و ( محد فيها مرتاح دنيا حزن وافراح ) ؟!!!
أي جمال في تلك الحركات المترنحة .. والرقصات الذكورية ؟!
أي جاذبية في تلك الأصوات الغريبة المبحوحة ؟
لتلك الفرق أقول .. ليش شوهتي سمعتي ؟!