أغية جيت وجريت ...
كلمات/ علي الحداني
ألحان/ عبد القادر وهبي
هناك كاتب مغربي شاب مولع برصد ظاهرة الغناء المغربية وتحليلها ..
وهذا جزء من مقال له بعنوان " التعبير الغنائي : من استظهار النص إلى التوحد به "
’لن يستطيع مغني الأوبرا مهما أجهد نفسه في محاولات صوتية أن يصل إلى المتفرج محدثا عنده هزة من الدهشة، أي لن يجعل المتفرج يرى أعماق آلام الإنسان أو سعادته إذا كان مجرد مقلد، إذا لم يصنع لنفسه مجموعة مصورة من الصور المرئية داخله.’’ فريد يريك نيتشه " إنسان مفرط في إنسانيته " الجزء 1: كتاب العقول الحرة ( الترجمة العربية ) ص.117
لعل خير نموذج يمكنه أن ينير هذه النقطة هو أغنية’’ ياك اجرحي ‘’ للمطربة المغربية القديرة نعيمة سميح: هذه الأغنية التي كتبت ولحنت خصيصا لامرأة خارجة " للتو" من المستشفى لتغني عن جرح...
كل هذه المعطيات ساهمت في توحد المطربة لاحقا مع أغنيتها حتى صارت أغنية’’ ياك اجرحي ‘’ عند نهاية السبعينات، أغنية جرح كل النساء اللواتي اقبلن عليها حفظا وتقليدا بشكل منقطع النظير.
ولا أدل على هذا الصدق الفني النادر في تاريخ الأغنية المغربية من كون هذه الأغنية، بعد مرور أكثر من ربع قرن من الزمن على تسجيلها، لم يجرؤ ولو مطرب واحد ذكر على إعادة أدائها .
فقط المطربات الإناث ، المبتدئات والمتمرسات على السواء، هن من تقدمن في الماضي ولا زلن يتقدمن لأدائها بكل ثقل الصدق الفني الموروث عن مطربته الأصلية، نعيمة سميح.