تقدم قسم الإرشاد والتوجيه بمكتب التربية والتعليم بصامطة بتكريم الطالبات المثاليات وكان ذلك في قاعة السحاب 2
(يوم الخميس9 / 2 / 1435)
وتشرفت بتكليفي لتقديم كلمة أمهات الطالبات المثاليات فكان مما خط قلمي ....
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الخلق مبدع الأكوان ،الحمد لله المتفضل علينا بنعمة المال والأهل والأولاد،الحمد لله الذي خلق للأكباد فلذات تراقص الروح وتداعب الوجدان .
وصلاة ربي على المصطفى بين الأنام ،المثال القدوة النبي الأمي صاحب الأخلاق.
مني التحيةُ والسلامُ عليكمُ
أختصُّ صدرَ القومِ ثمَّ أُعَمِمُ
★★★
تحيةَ المسكِ والريحانِ أهديها
على نسيمٍ عليلِ النفحِ أزجيها
حتى إذا بلغت (إرشادنا) وعلت
كل المدارس فاحت في نواحيها
وللمُربينَ أشواقٌ نُضَمِّنُها
صدقَ المشاعرِ فيْ أسمىٰ معانيها
أخواتي الغاليات، ضيوفنا الكرام، الأمهات المثاليات المربيات المتميزات،بناتي المتألقات ...
ها نحن اليوم نجتمع من أجل التشريف .....
أخواتي: الأمومةُ مدرسةٌ لا يعرفُها إلا من آمن بالله رباً وبمحمد رسولا ....
الأمومة عطاء ٌومنحةٌ ربانية، حياة تفرح حياة وسعادة ليس لها نظير ...
وبسمي وبسم كل أمٍ ربَّت وتعبتْ وجَنتْ، وفرحت عندما أُشيرَ لبنَتِها بمنظارِ الأخلاق ...
أُدركُ تلكَ الأمانةَ التي حمَّلنا الله بها يوم رُزقنا الإنجاب، وفرحنا بابتسامة المولود عندما شق عنه الحجاب....
وركضنا نبحث له عن اسم يُذكر به بين الأنام....
أخواتي الغاليات :الأولاد نعمةٌ من ربِّ النعم أرسلها الله فرحةً للقلب وسند،ولنصون تلك النعمة يجب علينا أولاً :أن نوثق رباطَ الأسرةِ وأن نهيء الجوَّ المناسبَ لتلكَ المنحة....
علينا حفظُ اللهِ في السرِّ والعلن والصدق مع الله وما أنزل ....
علينا أن نهذب الأسلوب ونحسن التعامل،علينا أن نكونَ مدرسة أخلاق فعَّالة لا قوَّالة...
فنحن القاعدة التي يَنظُرُ إليها أولادنا لينهجوا نهجها فلنكن خير قاعدة، وأنفع مثال..
الأمُّ مدرسةٌ إذا أعْدَدْتَها
أعددتَ شعباً طيِّبَ الأعراقِ
السنواتُ الأولىٰ من عمر الطفل سنواتٌ ليّنة والغراسُ فيها سهلٌ ومثمر بإذن الله ....
فلنحسن الغراس ولنعلم أن هذا الطفل الرضيع الذي غمرناه بالحبِّ والدلال غدًا سيواجه مجتمعًامترامِ الأطراف مختلف العادات ...
حبيبتي: علِّميها -حفظك الله- كيف تكون وأين تضع أقدامها ، وثِّقي علاقتها بربها،كوني لمدرستها صديقةً وكوني لمعلِّمتها خيرَ معينة. تابعيها بعين الحرص ،رافقيها بصداقة الأمومة،حذِّريها من البِطانةِ السيئة والرفْقَة القاتلة والأفكار الهدامة والتطورات المعاصرة...
ضعي الطرق أمامها ووضحي لها المزالق والنتائج ...
حبيبتي أنت المربية، والمدْرسةُ لك -يا غالية- مُكَمِلة..كوني الأساس تكن لك البناء ويحصل من التكامل ...لك الفرح والراحة،ولفَلَذةِ كبدك الرقي والنجاح....
ما أسعدها ياربِّ من لحظات وما أجملها ياربِّ من ساعات،وأنا أقفُ بين أهل التربية والتعليم أقف بين سيدات القلمِ ومُروضات الحرفِ والكلم....أقف أمام صاحبات المبدأ ...رائدات التميز صانعات النجاح ...فشكرًالك ربي أن جمعتني بأهل العلم وأنا في قمة فرحي وسعادتي.
كيف لا وابنتي مرآتي تُكَرَّم أمام عيني، علىٰ حُسنِ خُلقِها وصفاءِ سَريرتِها وجمال أسلوبها وروعة أدبها وجميل مبادراتها وتميز دراستها. فلا أدري !!
أأشكر صنيعَ يدي؟ أم أشكرُ ابنتي من رفعت بين أهل العلم قدري؟
فشكرًامن أعماق القلب لكلِّ أمٍ ربَّتْ القيم وثَّقتْ وشكرا لكلِّ معلمةٍ استقبلت بسمةَ عمري وفرحة قلبي، طفلتي الخارجة من حضني لتحتضنها وتربيها وتعلمها....
شكراً بحجم الكون كله للتوجيه والإرشاد علىٰ رأسهن أميرة الأسلوب، سيدة التعامل، راقية الفكر، مروضة الأسد ...الأستاذة الفاضلة:أريج كرشمي.. شكرًا على هذا الاحتفاء الرائع الذي راقصنا بين الفخر والشكر.....
أسعدكن الله كما أسعدتمونا وجزاكن الله عنَّا خير الجزاء....
اللهم احفظ بناتنا وارزقهن الصلاح والهداية واصرف عنهن المحن،اللهم ارفع قدر ابنتي كما رفعتْ قَدْرِي اللهم ارزقها الجنةَ كما أسعدتني ببرها،اللهم كما جمعت بين التربية والتعليم اجمع بينها وبين نبيك المصطفى الحبيب...
يابْنتي كوني كما عَلَمْتُك
بنتَ الحياءِ وزهرةَ الأخلاق
ولْتَعْلمي أن الفتاةَ يَزِيِنُها
صدقُ الفِعالِ ومنهجُ الخَلاَّق
كوني كما رَبيتكِ
كوني من الحُذَّاقِ
••••••
وفي الختام
أخْتِمُها لكلِّ سامعٍ سَمعْ
أنْ يسترَ العيبَ الذي فيها سَمِعْ
من خطأٍ في السبكِ والتعبيرِ
فكلُّنا مَظَنّةُ التقصيرِ
وليسَ يخلو أحدٌ من عيبِ
ثمَّ الدعاءُ لي بظهر الغيب ِ
بقلم الأستاذة /
فوزية علي شيبان العامري