عندما يدفعك الضمير للتكلم وأنت تتألم
تصرخ فيك صرخة الحق لتصل حدود السماء
عندما تتجبّر البشر وتكسر كل حواجر الخوف والخشية من الله
عندها يعلوا الباطل وترتجف الخواطر وتنحنى الرؤس ويهان الشيخ
ويذبح الطفل وتغتصب المرأة
حاكتي بعض الصور السورية للاجئين السورين في أقطار العرب تارة
وبعض الدول الاوربيه تارة اخرى .. بعدما كانوا بدولة مترامية الأطراف
عظيمة بحضارتها راقية بآثارها ..
أطفال سورية الحبية تعيش المر كل يوم كل ليله
اواه ما أقسى قلوب العرب ..
فقد قال عمر أخشى أن تتعثر بغلة بالعراق فأسئل عنها يوم القيامة
وقال دروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع الطير في زمن عمر ..
أما اطفال العرب تستصرخ لوعة البرد القارص .. بينما لو زارت الطواقم
الاجنبيه دولنا العربية لفتحت لها الفنادق والقصور .. تباً لزمن عاث
فيه الجمود العاطفي ..
وقفت هنا برهة لعلي اجد كلمة تحاكي عيون هذه الطفلة الحزينة
فلم اجد سوى انّات في قلبي .. كخنجر مسموم غزى خاصرتي
ما أقسى قلوبنا وما اجل واجمل كبريائنا .. تباً لكم أيها المفلسون
والله كل قطرة من عيون هؤلاء تحكي قصة خلفها الف جرح وألف موال ..
أما هنا فالقضية أحلك وأظلم في واقع الجفاف الصارخ
طفل عاش القسوة والحرمان قبل عيشة مع لعبة اهداه
اياها ابوه في متقبل عمرة ..
تباً لزمن تحملنا فيه العناء قبل أن نعي ما معنى الحياة
حملنا المسؤليات قبل حملنا لحقائب مدارسنا
وهنا
صورة لخيام أثقلها البرد وثارت فيها الرياح وعزفت على فوهاتها
ألحان الرياح .. صوت الريح يعزف عزفاً فلا مأوى ولا طعام ..
تباً لزمن أجبرنا فيه على العيش على حدود الدول العربية بلا رحمة ولا حسيب
كأننا كلاب ضائعة لا نستحق سوى خيمة من قماس لا تقينا حتى نور القمر ..
وهنا تتجلي سكنا القمر .. ضع لنفسك وقفة وفكر وقارن
كيف تعيش الناس هنا .. وكيف نعيش نحن في بيوتنا
فالواحد منا بين فراش ودفء بين لحاف وسرير . ويشعر
بأن البرد فتك عضمة فتكا .. فكيف بحال هؤلاء
تباً لكل شيء ارتبط اسمة بالدبلوماسية ..
فهل هذه دبلوماسيتكم وهل هذه جامعتكم العربية ومؤتمراتكم
تهل الاموال على أميركا في أيام إعصار ساندي بالمليارات
من دولنا العربية .. بينما أطفال سوريا فلا حاجة لهم بذلك
تباً للجامعة العربية . تباً لمنظمات حقوق الإنسان
تباً لكل قلب تبلد وتحجر
وهنا الصورة تتكلم وحدها .. ألم الحرمان وحياة الجحيم من قلب الأذعان
حسرة توردها الحياة في قلبي . حين أشعر بأن أرواح العباد
هي اهون من أرواح قطة في أوروبا أورثتها صاحبتها الملاين بعد موتها
قطة تكتنز كنوز الدنيا .. زمن عجيب والله
وهنا ترتسم الصورة بعين الحقيقة الثاقبة
هذه هي خيام الاتحاد الاوربي واليونسيف
لم تعطيهم حتى نومة هنيه في عناد الثلج
وتصلب الشراين في الاجساد بفعل البرد
مشهد الخيام يحاكي واقعهم الجميل وحياتهم الطيبة
أواه ما أقسى العرب
تباً لكم في كل يوم تطلع فيه الشمس
وهنا
عيون هذه الطفلة تكمل حكاية شعب
لم يرى الخير في العيش أبداً وطلب الموت
على اعتاب خليلته مرات ومرات .
كان الله في عونك يا سوريا
وكان الله عون اطفالك
منقول