سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
هل يجوز استفتاء أكثر من عالم؟
وفي حالة اختلاف الفتيا هل يأخذ المستفتي
بالأيسر أم بالأحوط؟
فأجاب فضيلته بقوله:
لايجوز للإنسان إذا
استفتى عالما واثقا بقوله أن يستفتي غيره
لأن هذا يؤدي إلى التلاعب بدين الله وتتبع
الرخص،بحيث يسأل فلانا ،فإن لم يناسبه سأل الثاني ،وإن لم يناسبه سأل الثالث وهكذا.
وقد قال العلماء ( من تتبع الرخص فسق)
لكن أحيانا يكون الإنسان ليس عنده من
العلماء إلا فلانا مثلا،فيسأله من باب
الضرورة ،وفي نيته أنه إذا التقى بعالم
أوثق منه في علمه ودينه سأله ،فهذا
لابأس به،أن يسأل الأول للضرورة ثم إذا
وجدمن هو أفضل سأله.
وإذا اختلف العلماء عليه في الفتيا أو فيما
يسمع من مواعظهم ونصائحهم مثلا، فإنه
يتبع من يراه إلى الحق أقرب في علمه
ودينه،فإن تساوى عنده الرجلان في العلم
والدين ،فقال بعض العلماء :يتبع الأحوط وهو
الأشد ،وقيل يتبع الأيسر،وهذا هو الصحيح؛
أنه إذا تعادلت الفتيا عندك ،فإنك تتبع الأيسر
لأن دين الله عز وجل- مبني على اليسر
والسهولة ،لا على الشدة والحرج.
وكما قالت عائشة .رضى الله عنها.( 1 )
[ ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما]
ولأن الأصل البراءة وعدم التأثيم والقول
بالأشد يستلزم شغل الذمة و التأثيم.
( 1 )متفق عليه :رواه البخاري في المناقب 3560
ومسلم في الفضائل 2327 من حديث عائشة.رضى الله عنها.
-------------
المصدر:كتاب العلم
تأليف العلامة محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى.
![]()