هــــــــــــي ..

زاهية بنت البحر(مريم محمد يمق) سورية من مواليد جزيرة أرواد. عشت في هذه الجزيرة النائية طفولة مليئة بالسعادة بين أمواج البحر الهادئة حينًا، والصاخبة أحايين كثيرة..كان والدي رحمه الله حافظًا للقرآن الكريم، ورثت منه حب القراءة، فكنت وأنا صغيرة أقرأ في كتبه الخاصة دون أن أفهم ماكُتب فيها، يجذبني إليها الشكل الخارجي للكتاب بألوانه الخمرية، والسوداء، والخضراء المذهبة، ومع مضي الزمن رحت أقتني كتبًا مشابهة بعد أن عرفت قيمة الكتاب، وفهمت مافيه..

قالت عن نفسها ...

* بدأت مشاعر حبي للشعر تنمو في ذاتي، وأنا أسمع أمي رحمها الله تدندن لإخوتي وأخواتي الصغار أغنياتٍ خاصة عندما تذهب بهم إلى النوم، فكنت أبكي وأنا أسمعها، فقد كان الكلام الذي تقوله جميلا يحكي عن محبة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، وعن الوطن، وعن حنان الأم، غلاوة الأب، ومحبة الأولاد، وعرفت بعد ذلك بأن هذه الأغاني كانت من تأليفها، فقد كان لكل واحدٍ منا أغنيته الخاصة به، يسمعها من نبع الحنان قبل نومه.. أحببتُ الشعر بصوت أمي التي كانت حافظة للكثير من الفصيح والعامي، وكانت تقول الزجل، ومنها حقيقة تعلمت الشعرواتخذت اسمها زهية معرفا لي وفاء لها رحمها الله وأحسن إليها.



حياتي الأسرية قي بيت حباه الله بنعم كثيرة أهمها الدين والعاطفة القوية، والأخلاق الحميدة، والجاه، والمال هذه النعم التي منَّ الله بها علينا جعلتني أعيش طفولة سعيدة قلَّ أن تتوفر للكثير من الأطفال، ورغم ذلك كنت أقف بالقرب من البحر عندما تلقي الشمس برأسها على كتف الغروب، وأتحدث إليه وأنا أنظر إلى البر البعيد خلف الأمواج الهادرة عند الساحل السوري وأقول له: لن أظل حبيسة أمواجك في هذه الجزيرة المحاصرة بك، لابد أن أتحرر منك يومًا.كنت أحس بالضيق عندما يأتي المساء، وأنا سجينة البحر هذا الحبيب الذي جاهدت للتحرر منه، فما استطعت رغم ابتعادي عنه فيما بعد، فقد سرق قلبي وأعطاني الشعر، وما زال حتى اليوم يحاصرني وأنا في دمشق حبيبتي الأبدية باسمي زاهية بنت البحر، ولاأستطيع التخلص من حبه الذي يجري مجرى الدم في شراييني...


تابعت دراستي الإعدادية والثانوية في مدينة طرطوس الساحلية، ثم انتقلت لتلقي دراسة الأدب العربي في جامعة دمشق بعدها عملت في وزارة الإعلام السورية كمقدمة ومذيعة في الإذاعة والتلفزيون مدة من الزمن تعرفت خلالها على كبار الشعراء والأدباء والمفكرين والفنانين العرب، وكنت أقرض الشعر وأكتب القصة، وأتورع عن نشر ما أكتب خشية المسؤولية أمام الله عمَّا أكتبه، فقد يكتب الأديب بيتًا من الشعر مثلا ربما أدخله النار، فكنت حريصة على ألا ألقي بنفسي إلى التهلكة، وانتظرت ريثما تفقهت في ديني، فالكلمة مسؤولية دنيوية ودينية، وكنت أقول لمن يسألني لماذا لاتنشرين؟: عندما أبلغ الثلاثين من العمر أنشر ماأكتبه بإذن الله. ولكن شاء الله ألا يكون ذلك إلا بعد زمن بعيد، فقد تزوجت وأنجبت أولادي وبناتي حماهم الله، فلم يعد باستطاعتي متابعة الكتابة بشكل جيد دون أن أنقطع عنها كليًا.. وعندما دخل أولادي الجامعة دخلت النت، وعدت أكتب كسابق عهدي، وأنشر من مخزون ماعندي من شعر وقصص ملأت دفاترها أدراجي........


وقالت ..

منذ أن كنت صغيرة وأنا أعشق الجمال في البحر بهدوئه وصخبه، والجبل بشموخه وعظمة امتداده، والشجر بربيعه المزهر وخريفه الرمادي، والسهول بانسيابها وألوانها، والسماء بغيومها ومطرها.. ماكنت أعلم لماذا كنت أتألم عندما أرى طفلا صغيرًا يبكي، أو رجلا متقدما بالسِّنِّ يقطع شارعًا، إلى أن بدأ ذلك يظهر في قصائدي وقصصي.. علَّمتني أمي حب الناس فأحبوني، رصيدي من القلوب المحبة مرتفع والله .. حب الناس علَّمني أشياء كثيرة مازلت أنميها وأعتز بها.. مسألة رهافة الشعور جعلتني حساسة جدًا أتأثر بمشاهد الحزن والفرح، فأشارك الناس فيها، وأكره الخصام بينهم، فأسعى لرأب الصدع منذ أن كنت صغيرة.
ذات يوم صحوت على ضجيج في البيت، كنت في الحادية عشرة من العمر.. نهضت لمعرفة الحدث، فوجدت عمتي - التي كانت تعيش معنا ذكرها الله بالخير- غاضبة علمت بعدها أنها فقدت خيوط القصب التي كانت تحيك بها كنزة لها، فحمدت ربي أن الأمر ليس ذو أهمية، ولكنني وجدت نفسي أنطق بالشعر لأول مرة، وكتبت بهذه المناسبة قصيدة مازلت أحتفظ بها للذكرى، وللتندر فقط..
عندي الكثير من الشعر والقصص والخواطر لم أقم بنشرها ورقيًا بعد، بدأتُ الآن أفكر جديًا بنشرها قريبًا بإذن، فهي أمانة عندي يجب أن تصل للأجيال القادمة محفوظة بين دفتي كتاب أضعه في المكتبة العربية، لأن النشر الالكتروني لايضاهي أهمية النشر الورقي..
حقيقة أنا لا أهتم كثيرًا بالمسابقات الشعرية رغم قدرتي على خوضها، ولكن في بداية دخولي الإنترنت فازت في موقع حضرموت مسابقة عكاظ قصيدتي أتعاهدين؟. وقصتي موجة عابثة . وكذلك فازت قصتي حوار صامت بالمركز الثاني في مهرجان مرافئ الأدبية الأول، وفازت أيضا بالمركز الثاني في الإسلام اليوم بعد حجب الجائزة

العيد عيدك


العيـدُ عيـدُكِ والسَّـلامُ سنـاكِ
والوردُ محمـولٌ بكـفِّ هَنـاكِ


والقلبُ من فـرحٍ علـى دقاتِـهِ
فـردَ الجنـاحَ محلِّقًـا بسمـاكِ


لـم تبـقَ فيـهِ دقـةٌ بوقارهـا
مـا أعلنـتْ إسرافَهـا بهـواكِ


عزفَ الـودادُ بعطفِـهِ أنغامَـهُ
غنَّى الوجـودُ بحسنِـكِ الفتَّـاكِ


والطيرُ يشدو والريـاضُ زهيـةٌ
بالطيبِ فاحتْ كي تزيـدَ حـلاكِ


وندى الصباحِ على الزهورِ مفاتنٌ
جمعتْ جمالَ الكونِ فـي ريَّـاكِ


من أنتِ قولي ياحبيبـةَ مهجتـي
ودعي اليمامَ يطوفُ روضَ حماكِ


هاتي من الأفـراحِ ماتاقـتْ لـه
مهـجُ الأحبَّـةِ باشتيـاقِ لقـاكِ


هبِّي مـن النـومِ المـذلِّ فإنَّـهُ
في غيرِ ثوبـكِ لايصـحُّ بهـاكِ


آمنـتُ بالله العظيـم فهالـنـي
ماأنتِ فيـهِ مـن مريـرِ بـلاكِ


يانبضَ قلبي ..يابهـاءَ كرامتـي
ياعزَّ شعبـي ماابتغيـتُ سـواكِ


حقدوا عليك كما بسابق عهدهـم
ماهمَّهـم فـي بغيهـم مــولاكِ


وسيفترون كمـا خبرناهـم بمـا
كرهوا طريق الحقِّ في ممشـاكِ


سلمتْ عيونك من مكائـدِ غلِّهـم
والرَّبُ بالحصنِ الحصينِ حَمـاكِ


اليوم عيدك فاسلمي من شرِّهـم
ودعي الضيـاء مغـرِّدًا بعـلاكِ


الذود عن امنا عائشة

يابنتَ خيرِ النَّاسِ بعـدَ محمَّـدٍ =رجَحتْ بفضلِكِ كفَّة ُ الميـزانِ
وازدادَعزُّكِ بسطـة ً وكرامـةً = حينَ اصطفاكِ الـرَّبُّ للعدنانـي
لمَّـا أرادَ اللهُ حفـظَ رسـالـةٍ= بالسِّنَّـةِ الغـراءَ والـقـرآنِ
أهدى لكِ الفكرَ القويـمَ محبَّـةً = برسولِنا الداعـي إلـى الرحمـنِ
قلبٌ شفيـفٌ بالهدايـةِ يرتقـي = درجاتِ أهل العلـم ِوالإيمـانِ
فحفظتِ من هدي النبوةِ منهجاً = يبقى لنـا شرعـاً لكـلِ أوانِ
كنتِ الحديثةَ َ بالسنينَ فحدَّثـتْ = بالدينِ عنـكِ منابـرُ الأزمـانِ
ِ شاءَ الإلهُ بـأن تكونـي قـرَّةً = لحبيبهِ فـي القلـبِ والوجـدانِ
فحظيتِ من عطفِ الرسولِ وودِّهِ = ماساءَ أهلَ الغـدرِ والعـدوانِ
قالوا :ومالي في المقالـةِ مـأربٌ = حدثٌ لعمرُك بيِّـنُ الأضغـانِ
والحاقدونَ تسلقوا حبلَ افتـرا = فانهـارَ دونَ متانـةِ البنـيـان
نزلتْ لأجلـكِ آيـةٌ قدسيـةٌ = فيها البراءةُ مـن أذى البهتـانِ
وبقيتِ ياأمَّاهُ في نـورِ الهـدى = بالوعي قد فُضِّلتِ في النسـوانِ
وبصدقِ قولِك كم تفقـه عالـمٌ = ومعلـمٌ بمنـاهـلِ الإيـمـانِ
ياأمَّنـا يارمـزَ كـلِّ فضيلـةٍ = قد خـطَّ قلبـي حبَّـهُ بجمـانِ
فـإذا تألَّـقَ بالبهـاءِ قريضُـهُ = فبحبِّ ربِّ الكـونِ والعدنانـي



دمعٌ بعيني
دمعٌ بعيني لايكفكفهُ المللْ .. ويثيرُه الفكرُ الذي لايُحتملْ
متربصٌ بالقلبِ يرقبُ خلسةً .. نبضَ التَّوجُّعِ كي يزيدَ به العللْ
أخفي العذابَ ولا أبوحُ بأنَّتي .. فيذوبُ قلبي بينَ نبضي والمُقلْ
ويشبُّ من صوتِ الحريقِ تساؤلٌ .. فأظنُّ أن الموتَ عنِّي قدْ سألْ
أتراهُ يأتي صوبَ قلبى بالرَّدى .. وينالُ مني كي يغيَّبني الأجلْ
فأقاومُ الإبحارَ في سؤلِ الجوى .. وأسوقُُ فكري بالهروبِ المرتجلْ
حتى إذا مدَّ السَّفينُ شراعَهُ .. للرِّيحِ وابتدأ المسيرَ المفتعلْ
عبثَ التَّرددُ بالهروبِ وأفلتتْ .. مني القيادةُ بين فكيِّ الوجلْ
فجثوتُ فوق القهرِ ألعقُ دمعَهُ .. نارًاتغشاني بها حزنُ الأملْ

شعر
\ زاهية بنت البحر