
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجازي*
مناسبة القصيدة:
جازيات الشريف لم تعكس انتماءه الشيعي بوضوح ولعلّ قصيدته (يا ظبية البان) التي قالها في مقتل الحسين
الحجازيّات لم تعكس انتماء الشريف الشيعي بوضوح لأنّ القراءة المتمعّنة لها، تظهر المذهب الشيعي الذي ينتمي إليه الشريف لأنّ ظاهرة البكاء تلازمها؛ هذه الظاهرة تتعلّق بمقتل الإمام الحسين والشريف حسينيٌّ كما أنّها تتعلّق بما آلت إليه أحوال آل البيت، ويرى مُرتضى المطهري: "أنّ البكاء والحزن والنواح على الحُسين أمرٌ جيدٌ للغاية، فالأئمّةُ الأطهار كانوا يطلبون على الدوام من الشعراء وأصحاب المقامات، ومدّاحي أهل البيت أن يقرؤوا الشعر، ويُذكّروا العالم بمصائب أهل البيت، وكان الأئمّةُ بالمقابل يبكون ويذرفون الدموع الغزيرة"
لم أشم رائحة في ألفاظ القصيدة تتعلق بالشعر السياسي حتى تشير الأخت الجازي بردها هذا كجواب على سؤال أبو زهير عندما سأل عن مناسبة قصيدة الشاعر الشريف الرضي "ياضبية البان" فحسب معلوماتي الضحلة في مجال الأدب أن قصيدة الشريف الرضي "ياضبية البان" من أشهرقصائد الغزل وهذا ليس ببعيد على شاعر عاش حياته بين دجلة والفرات في العراق ناهيك عن العصر الذي انتعشت فيه الحركة الأدبية إنه العصر العباسي الذي تميز بظهور عدد من الشعراء الفطاحل ومنهم الشاعر الشريف الرضي صاحب قصيدة ياضبية البان التي نالت إعجاب كل ذائقة أدبية تتذوق الشعر العربي الفصيح فأي متذوق للشعرالعربي يستطيع أن يصل بمفهومه الأدبي ويعرف بأن قصيدة الشريف الرضي "ياضبية البان"غرضها الغزل ونستدل على ذلك بألفاظ بعض الأبيات التي انتقاها الشاعر لكي تكون مناسبة لغرضه المطلوب وهوغرض الغزل توضح تلك الألفاظ بعض الصور الجميلة التي صورها الشاعر في بعض أبياته عندما كان يتغزل بمحبوته ومنها على سبيل المثال:
يا ظبية البان ترعى في خـمائـلـه * فليهـنك اليوم أن القلب مرعاك
يا ظبية البان ترعى في خمائله: شبَّه الشاعر محبوبته بالظبية بين أشجار البان عندما ترعى من هذه الأشجار فيكون منظرها في غاية الجمال.
أنَّ القلب مرعاكِ: شبَّه قلبه بالمرعى الذي ترعى منه الظبية، فكما أن الظبية ترعى من أشجار البان فإن محبوبة الشاعر تستقر في قلبه وتتغذى بحبه الفياض.
المــاء عـنـدك مـبـذول لـشـاربــه * وليس يرويك إلا مدمعي الباكي
الماء عندكِ مبذولٌ لشاربه: شبَّه وصالها بالماء، فهو مبذول لكل من يطلبه. كما شبه من يريد وصالها بمن يريد أن يرتوي من الماء الذي لديها..وليس يرويك إلا مدمعي الباكي: شبه دموعه بالماء، وجعل محبوبته لا يرويها إلا دموعه.
حكت لحاظك ما في الريم من ملح * يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
حَكَت لِحاظُكِ ما في الريم من مُلَح: شبَّه محبوبته بالريم، وشبَّه عيونها بعيون الريم ( أو الغزالة) في الجمال.
سهم أصاب ورامية بذي سلم * من بالعراق فقد أبعـدت مرمـاك
سهمٌ أصاب وراميه بذي سَلَم مَنْ بالعراق: شبَّه العلاقة بينه وبين محبوبته بسهم صائب، ولكنه يستطيع أن يصيب من بالعراق رغم أنه انطلق من الحجاز.
وعدُُ لعينيك عندي ما وفيت به * يا قرب ما كذبت عــيني عيناك
وعدٌ لعينيكِ عندي: شبه عينَي محبوبته بإنسان يَعِدُ ولا يفي بوعده.
أنت النعيم لقلبي والعذاب له * فـمـا أمـرك في قـلـبـي وأحـلاك
فما أمرَّكِ في قلبي وأحلاكِ: طباق بين " أمرَّكِ" و"أحلاكِ".
ربما الحديث قديطول إذا أنا تتبعت أبيات القصيدة بحثا عن الصور التي صورها الشاعر تشبيها لمحبوته.
أما المناسبة للقصيدةفقد كان الشريف الرضي ذاهبا للحج في موكب وهنا يتغزل بفتاة جميلة كانت مع المرافقين .
هذا مادعاني إليه فضولي من توضيح لهذه القصيدة الجميلة فإن أصبت فمن الله وإن كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان وفوق ذي علم عليم.
شكرا أيتها الجازي على اختيارك لهذه القصيدة الرائعة