ولما حمل زوج مريم المصاب على دابته تبعه صاحب المصاب وهو لايدري
بأنه زوج مريم التي إعتدى هو وصاحبه عليها فقد كان همه إسعاف صاحبه
وعندما وصلوا إلى البيت نادى زوج مريم عليها بأن تجهز الماء الساخن
وقطع من القماش والصبار ( العلاج القديم الحديث) فظهرت مريم من حجرتها
وقالت له: حالاً... فلما لمحها صاحب المصاب عرفها فذهل ولم يتأنى ليفهم !!
بل إنسل إلى الوراء يجر خطواته حتى خرج من باب البيت وولى هاربا
مذعوراً حتى وصل لقبيلته فنادى فيهم مصيبة !! مصيبة!! مصيبة!!
فإستوقفه احدهم وقص عليه القصة فقال له إذهب للشيخ ثم أخبره بما حدث
ولا تكذبه شيئاً فالقول قوله .فذهب الرجل إلى الشيخ مسرعاً ووافاه الخبر
كما هو فسأله الشيخ ( وكان حكيماً وذو دراية بأنساب القبائل ومعرفة الناس )
لم هربت وتركت صاحبك ؟ قال: عرفت أنها المرأة التي حاولنا الإعتداء عليها
وذلك زوجها وهو مسلح وهي لابد ستخبره ولن يتردد عن قتلي
بينما هو لن يؤذي صاحبي المصابَ ببيته والأفضل لي وله ان يصلكم الخبر
بأقصى سرعه.قال الشيخ : بئس ما فعلتما ووالله لو قتلك لما طالبناه بشىء...
صف لي الرجل؟
فوصفه له فقال الشيخ: عرفت الرجل هو إبن فلان ويسكن قرية كذا...
وهو من بني الحرث الكرماء الشجعان و لن يقبل لزوجه هذا
ولانقبل نحن مافعلتماه انت وصاحبك واول ما سا أفعل سا أاقضي بسجنك
ريثما اعود وأنظر في عقابكما معاً. وأمر بسجنه.
ثم أخذ عشرة من افراد قبيلته وتوجهوا وهم يحسبون لكل ردة فعل حسابها
حتى وصلوا بيت الرجل وعند بابه نادى الشيخ يافلان فخرج له شقيق لمريم
وقال له:تفضل إن فلان قد إستدعاه الشيخ قبل قليل وذهب فتوهم الشيخ
بأن الخبر قد عرفه الجميع وما زوج مريم عند الشيخ إلا لهذا
فقال الشيخ: ارني أين بيت شيخكم؟ نحن بني كذا وهذاعنكم إبننا
قد فعل فعلة هي منا غريبه.. فسمع صوت إمرأه كأنها تقاطعه من حجرة قريبة فتقول :
(الساكت قد كف مصيبه!! ) فسمع الشيخ فتأنى وجلس وقال لشقيق مريم
متى سيعود فلان؟ فأجاب لن يتأخر وبعد لحظات سمع نفس الصوت مصاحبة له
ضحات طفلة كأن إمرأة تسليها بقربها فتقول: ( والغادر قد شل نصيبه )
شلَ أي نال ...
وبعد لحظات أخرى سمع نفس الصوت يقول:
( والهارب يشل نصيبه) فتمعن الشيخ في سر هذه الكلمات
وتفهم مغزاها وإنتظر حتى عاد وج مريم وسلم عليه الشيخ وشكره
على علاج إبنهم ولما سأله زوج مريم عن الرجل الذي كان مع المصاب
قال له الشيخ: هو رجل عليه سجن ويخشى ان نأتي هنا
ونجده فنأمر برجوعه للسجن ففكر ان يهرب لكننا وجدناه في طريقنا
وأمرنا من يعود به ويدخله السجن وأخذ الشيخ ومن معه مصابهم وسلكوا الطريق
للعودة قالوا لشيخهم والله ياشيخ لم نفهم شىء مما حدث!!
قال الشيخ هل سمعتم صوت المرأة التي تلاعب طفلتها
قالوا سمعنا قال عندما قالت ( الساكت قد كف مصيبه)
أي انها سكتت عن إخبار زوجها بما حدث لئلا تحدث فتنة بيننا وبينهم
ووالله إنني رايت بوادرها هذه الفتنه حين سمعت جواب الرجل
لي حين سألته أين صاحب البيت؟ فأجاب بأنه عند شيخهم.
وأما قولها (والغادر قد شل نصيبه) تعني صاحبكم هذا الذي نحمله
قد نال مايستحقه بفعلته بحجرها المصيب
وأما قولها ( والهارب يشل نصيبه) فهي تريد ان من العدل أن يعاقب
صاحبه الذي كان كان معه من قبلنا ووالله إنني مادمت حياً
لن تطأ قدم احدهما هذه البلادعقوبة وإنتصاراً لإمرأة ما عرفا أنها إمرأة بألف
رجل ووالله لو ان لدي خمسة من الرجال بعقلها لملكت القبائل كلها .
انتهى ...