حسناء من بين الحسان
حسناءُ من بين الحسانْ
سحرَت عيونيَ والجنانْ
سحر الفؤادَ جمالُها
لما رأتهُ المقلتانْ
كالبدر حين تمامه
أعْيَتْ عن الوصفِ البيانْ
عَجِز الكلامُ عن الكلا
مِ فليسُ ينطقه اللسانْ
ولديَّ قلبٌ مرهَفٌ
يهفو إليها كلَّ آنْ
قلبٌ إذا أخبرتُهُ
بقدومها عدَّ الثوانْ
روحُ الشبابِ بعمرها
عشرٌ وتعقبها ثمانْ
حوراءُ بل وخريدةٌ
محسودةٌ بين الغوانْ
والله صان بها الجما
لَ فما لهنَّ بها يدانْ
الحسنُ فيها مفردٌ
بل لا لها في الحسنِ ثانْ
إن تبتسم تظهر لها
في وجنتيها زهرتانْ
ورموشها كالسهم إنْ
نظرت بعينيها رمانْ
والعطرُ ضاع بثوبها
عذبًا يفوقُ البيلسانْ
والشعرُ أسودَ ناعمٌ
والخدُّ زهرُ الأقحوانْ
والقدُّ مياس يميلْ
أضحى كعودِ الخيزرانْ
والثغر حالٍ مقطرٌ
شهدًا إذا نطقَ اللسانْ
فالشعرُ فيها متعةٌ
والشعرُ منها متعتانْ
لولا الحياءُ مراقبي
قبلتُ فاها كُل آنْ
ومنايَ منها لحظةٌ
إن نلتها وقفَ الزمانْ
أو نلتُ منها نظرةً
أو أربعًا بل قل ثمانْ
واستزد يا قلبُ إنَّ عيونها مرْجُوَّتَانْ
تلك الجميلةُ دلُّها
سعِدَ الفؤادُ بهِ وزانْ
حُقَّ الدلالُ لمن لها
في كلِّ جارحةٍ مكانْ
بقلم:محمد صبحي غيث
من ديوان
حسناءُ من بينِ الحسان