العجلة :- طلب الشيء أو فعله قبل أوانه ووقته اللائق به ، وهي من مقتضيات الشهوة ..
العجلة :-صفة مذمومة في أصلها ، الطلاق من ثمارها ، وقتل الأبرياء من آثارها ، واليأس من أضرارها ، وترك الدعاء من مظاهرها ، التعالم من نتائجها ..
العجلة :- إرادة تغيير الواقع في لمحة أو في أقل من طرفة عين ، دون النظر في العواقب ، ودون فهم للظروف والملابسات المحيطة بهذا الواقع ودون إعداد جيد للمقدمات والأساليب ..
العجلة :- من الشيطان فبها باب للشر على الإنسان من حيث لا يشعر بخلاف من تمهل وتروى عند الإقدام على عمل يريده ..
العجلة :- مدّ الإنسان بصره دائماً على ما وراء اللحظة الحاضرة ليتناوله بيده ..
العجلة :- إرداة تحقق كل ما يخطر له بمجرد أن يخطر بباله..
العجلة :- التقدم بالشيء قبل وقته .. وضدها الأناة :- وهي التثبت وعدم العجلة ..
العجلة :-صفة جُبِلَ الإنسان وفطر عليها إلا أنَّ الله سبحانه وتعالى قد حذَّره منها كما قال ربنا تعالى :- ( خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ ) سورة الأنبياء : 37 ..
والعجلة صفة تؤدي دائماً في ذاتها وآثارها إلى قلق الإنسان وانزعاجه .. وتورث الأسى والأسف في مشاعره وأحاسيسه والندامة من أعراضها ، وقد قال أبو حاتم :- ( العجل يقول قبل أن يعلم ، ويجب قبل أن يفهم ، ويحمد قبل أن يجرب ، ويذم بعدما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر ، ويمضي قبل أن يعزم ) ، والعجل تصحبه الندامة وتعتزله السلامة ، وكانت العرب تكني العجلة :- أم الندامات ، وإن الزلل مع العجل ، والإقدام على العجل بعد التأني فيه أحزم من الإمساك عنه بعد الإقدام عليه .. وهى تورث أمراضاً وآثاراً نفسية منها :- القلق الذي ينتاب الإنسان في عجلته وسرعته ، والارتباك والنسيان ، والخوف من المجهول المترتب بسبب عدم وضوح الرؤية .. والمتطبع بالعجلة والسرعة في سلوكه الاجتماعي يكون حاداً متعصباً متكلفاً للأمور ..
وعلاجها
1- إمعان النظر في الآثار و العواقب المترتبة على الاستعجال ، فإن ذلك مما يهدئ النفس ويحمل على التريث و التأني .
2- دوام النظر في كتاب الله عز وجل ، فإن ذلك يبصرنا بسنن الله في الكون وفي النفس ، وفي التشريع ومع العصاة و المكذبين و البصيرة بهذه السنن تهدئ النفس وتساعد على التأني والتروي ، قال الله تعالى :- ( ... سأريكم آياتي فلا تستعجلون ) ..
3- دوام المطالعة في السنة و السيرة النبوية ، فإن ذلك مما يوقعنا على مقدار ما لاقى النبي صلى الله عليه وسلم من الشدائد و المحن ، وكيف أنه تحمل ، وصبر ولم يستعجل ، حتى كانت العاقبة له ، وللمنهج الذي جاء به .
4- مطالعة كتب التراجم و التاريخ ، فإن ذلك مما يعرفنا بمنهج أصحاب الدعوات والسلف في مجابهة الباطل ، وكيف أنهم تأنوا وتريثوا حتى مكن لهم ، وهذا بدوره يحمل على الاقتداء و التأسي ، أو على الأقل المحاكاة و المشابهة على حد قول القائل :-
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
5- العمل في أحضان وفي ظل ذوى الخبرة والتجربة ممن سبقوا علي الطريق فإن ذلك من شأنه أن يجعل خطوات العاملين دقيقة محسوبة وأن يوفر عليهم الكثير من الجهد والوقت وباقي التكاليف .
6- العمل من خلال منهاج و برنامج واضح الأركان محدد المعالم يستوعب الحياة كلها ويأخذ بيد العامل من طور إلى طور ومن مرحلة إلى مرحلة فيشبع تطلعاته ويجيب على تساؤلاته ويرفع من مستواه.
7- الفهم الدقيق لأساليب ومخططات الأعداء فإن ذلك من شأنه أن يحمل العامل على النظر في عواقب الأمور وعلى التريث والتأني والتصرف بحكمة وعلى بينة .
8- عدم الرهبة أو الخوف من تسلط الأعداء وإحكامهم القبضة على العالم الإسلامي لأن ذلك يمكن أن يزول في لحظات وما هو على الله بعزيز :- ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ) ..
9- مجاهدة النفس وتدريبها على ضرورة التريث والتأني والتروي .. فإنما الحلم بالتحلم ومن يتصبر يصبره الله والرجولة لا تكون إلا بذلك.
10- الانتباه إلى الغاية أو الهدف الذي من أجله يحيا المسلم ..فإن ذلك يحول دون الاستعجال ويحمل على إتقان المقدمات والوقوف عندها وعدم تجاوزها إلى النتائج .
11-الانتباه إلى موقف المسلم من المنكرات وأسلوب تغييرها فإن ذلك يبصره بمعالم الطريق ويحول بينه وبين الاستعجال .
تلك خطوات لابد منها على الطريق العلاج