ينابيع الشعر
ما بالها هذي الخدود وذي المقل
لم تبد عطفا في الحوار وفي الجدل
مابالها هذي الشفاه بقسوة
تضع السموم على عبارات الهزل
أترق حين أمد قافيتي لها
أتلين حين أذيقها شعر الغزل
راحت وفي فمها شموخ ينحني
متذبذبا بين التمرد والخجل
تنهال أسئلة علي كأنها
تصطاد شيئا في الفؤاد على عجل
قالت: وفي فمها شموخ آفل
في ثغرها مثل الهلال إذا أفل
من أين ترسم للقصيدة يافتى
صورا فتبدو كالجواهر والحلل
من أين تغرف هذه الكلمات من
أي البحار تصيد هاتيك الجمل
بتهكم ضحكت وقالت يافتى
دع عنك هذا المكر ذر عنك الحيل
لطفا محدثتي فإنا معشر
نصطاد من بحر العبارات الأمل
يشتد موج اليأس في أرواحنا
فنكاد غير الشعر لا نلقى بدل
فنظل نطلق للخيال عنانه
حتى يصادف روضة فيها أمل
بين الحقائق والخيال تباعد
لكننا نهوى التباعد والرحل
إن الحقائق للخيال منابع
للشعر تكسبه المعاني والجمل
*****************************
هذا هو الصبح الجميل مبشر
بالنصر للإسلام يعطينا الأمل
والليل يرسم صورة الكفر الذي
تسقيه روح الفجر جرعات الفشل
أوما نظرت إلى الغمام محملا
بالماء يسحر بالجمال إذا هطل
أوما رأيت الطل يرسم صورة
تهب ابتهاجا في النفوس بلا كسل
تبكي الغمامة حين يأتي أمرها
من ربها مطرا ويا نعم المقل
فكأنما تلك المياه مدامع
(عذرا فهذا من تخيلنا مثل)
أوما قرأت بسورة الرحمن ما
ذكر الإله من النعيم لمن دخل
من لم يؤثر فيه وصف إلهنا
فهناك في مبنى مشاعره خلل
في الكون آيات مؤثرة لها
والله ألسنة تجادل من سأل
وهي التي تضفي إلى الشعر الخيال
المستمد من التجارب والرحل
الكون جم قصائد تطوى لمن
جعل الخيال ركابه ثم انتقل
*********************************
هي قصة الإنسان كيف أصوغها
وحكاية مع كونه منذ الأزل
والشعر ياأملي مطار للقلوب
الطائرات مع الخواطر والجمل
الشعر بحر ماله أبدا حدود إنما
نصطاد في أعماقه خيط الأمل
إن القلوب الشاديات قليلة
والصادقات بشدوها منها أقل
شتان بين الورد يبدو شاحبا
والورد يبدو في أصابعه البلل




كنبتها عام 1420