خرجتُ من بيت أهلي أركبُ السحُبا
تهزني بسمةُ الأيام لي طرَبا
وما تخيلتُ أني سوف أدخُله
أجثو مطلقةً، لا أعرفُ السببا !!!
يا بيتَنا، كنتَ ميداناً لتسليتي
واليومَ فيكَ أقاسي عيشةَ الغُرَبا
أبكي البكاءَ الذي لم تبكِه امرأةٌ
قبلي، وبي ألمٌ ما نالَ مَن صُلبا
أُخِذتُ من بين ألعابي مراهِقةً
لوكْرِ ذئبٍ، لألقى شرَّ ما كُتبا
لم يُبقِ من كلماتِ الحب واحدةً
إلا وذوَّقني لذاتِها كذِبا
صدّقتُه، ووضعتُ العمر في يدهِ
رأيتُ في وجهه قبل الحبيبِ أبا
أسرفتُ في حبهِ، أدمنتُ طاعتَه
دللتُه، كنتُ دوماً كيفما رغِبا
قميصُه، قسماً، قد كنتُ ألبسه
حتى يعودَ إذا معْ صحبِه ذهبا
رسمتُ في يده مستقبلي معه
ما كنت أدري بأني أرسمُ الوَصَبا
فبعدما نال ما يرجوهُ، طلقني
بدون ذنبٍ، وشقَّ القلبَ، واحتجبَا
فمتعةُ الجسم كانت كلَّ غايتِه
كأنني لعبةٌ في كف من لعِبا !!!
مجروحةٌ، ويثيرُ الجرْح مجتمعي
مَن طُلّقتْ فيه، أذكى حولها الرِّيَبَا
حسبي عذاباً بأنْ أُدعى مطلقةً
في مبتدا عُمُري، ما أثقلَ اللقبَا !!!
يا ظالمي، هذه الأيامُ فانيةٌ
وكل شخصٍ سيجزى بالذي اكتسبا
أدعو عليكَ، وإنّ الله يقدرُ أنْ
يُحيلَ مُغتصِبَ الأفراحِ مُغتصَبا !!!