ومازالت القلوب تعتصر
مرثية الشيخ /عثمان يحيى الحملي يرحمه الله.
رحلَ الصحابُ وأنت تنتظرُ
وبقيتَ وحدك حولك الخطر
تمضي السُّنون وأنت في قلقٍ
تعبٌ حيـاتـك كلها سهرُ
وأراكَ من ألـمٍ إلى ألمٍ
لكأنَّ عيشك كله كدرُ
في كل من عبروا لنا عبرٌ
ولنعبرنَّ كمثل ما عبروا
وقضاء ربي لامردَّ له
ولكلِّ شيءٍ في الدنا قدرُ
وإذا المنى حامت على أحدٍ
للجنًُّ تحميه ولا البشرُ
والصبر عنوان الرضى ولمن
يرضى الرضى طوبى لمن صبروا
فاصبرعلى الدنيا وعش حذِراً
ماشئت ماذا ينفع الحذر؟
كم عاش قوم بيننا وهمُ
تحت الثرى موتى وما شعروا
ماتوا وما ماتت محبتهم
غابوا ولكن في الحشا حضروا
أحياءُ ذكرهمُ ب أنفسنا
حيٌّ متى ذُكِر النَّدى ذُكِروا
كم عطروا طيبا مجالسنا
ومضوا وفاح المجلسُ العِطُر!
ماودَّعوا قلبي بموتهمُ
كـلاَّ ولا ودَّعْهُـمُ النَّظرُ!
فبمهجتي عن حبهم كتبٌ
وبأعيني لوجوههم صورُ
لن تنمحي آثارهم ولئن
طال القيام ولوَّحَ السفرُ
بالأمس قد كانوا همُ بصري
واليوم ماأعماك يابصر ؟
هطلت أيا عثمان أدمعنا
قسماً عليك كأنها مطر
وتفطَّرت كمداً قلوبهمُ
أما أنا أوشكتُ أنشطرُ !!
فكأنَّما الأحزان عاصرةٌو
كأنَّنا في الحزن نعتصر
ياليت أن سوى الدموع لنا
والآهُ من شيء فنعتذر
سارت على اللهوات سيرتكَ ال
أسمى كما ازدانت بكَ السِّيرُ
في كل شيء كنت سيدَّنا
ولكلِّ شيءٍ كنتَ تقتدرُ
قد كنت في التفسير آيته
يامن بفضلك تشهد السورُ
قد كنت للمظـلوم ناصره
طوبى لمن للحق ينتصرُ
قد كنت شمسا في الدنا قمرا
لا الشمسُ تشبهكم ولا القمرُ
قد كنتَ فينا قدوةً ولنا
فخراً بك الأيـَّام تفتخرُ
في صمتكم وحديثكم ملكٌ
والرأي في شفتيك يختصر
واليوم ما للعيش دونك من
طعمٍ كأنَّ النفس تحتضرُ!!
فإلى متى الأيام ثائرةٌ
وإلى متى الدمعات تنحدرُ؟
لم يبقَ من جرح لِينكَأهُ
هذا الزمـانُ بنا أننفجر؟
لاعذَّبَ الرحمنُ من أحدٍ
والذنبُ عند الله يغتفرُ
...............
كلمات الشَّاعر الأستاذ
يحيى زلاله حملي