السلام عليكم ورحمة الله
هل تذكر أنك ذرفت دموع ندم على
مقارفة ذنب أو تفويت طاعة؟
تلك الدموع هي التي
يثقل بها ميزانك، ويبرأ بها قلبك من جراحه.
حين وقع الأبوان آدم وحواء في الخطيئة بكيا
حتى بلَّ دمعهم الثرى، إنها دموع التائبين
ويُروى أن ملكاً قال لهما: هذا أطيب ماء على وجه الأرض !
قالوا: وكيف؟
قال : لا أطيب من دمعة تائب نادم على ذنبه.
و لم ترقأ عين آدم حين خرج من الجنة حتى عاد إليها.
في قتل قابيل هابيل بكيا على فقْد هذا وعلى جُرم هذا.
الإنسان كائن (شاعر)
يحس بالفرح فيضحك، وبالحزن فيبكي.
هو الكائن الوحيد الضاحك الباكي، المتعة والفرح
جزء أصيل في تكوينه، والجد الصارم ينافي الفطرة.
الألم عابر لا يجب أن نبني له تمثالاً،
ولا أن نجعله أساس مشاعرنا.
كان أبو ذر يُحدِّث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قال في قصة المعراج:
« فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى يَمِينِهِ
أَسْوِدَةٌ وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ ، إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ
، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى ،
فَقَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِىِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ .
قُلْتُ لِجِبْرِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا آدَمُ . وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ
عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ
، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِى عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ ، فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ
ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى » (رواه البخاري).
قلب آدم كبير؛ اتسع لفرحة الصالحين من أبنائه
إلى يوم الدين، وتألَّم للتائهين، وبكى من أجلهم.
أكثر ما يُحزن الأبوين هو حال الأبناء، والخوف على مستقبلهم.
انتهى