رحيل سيبويه الحضرور
بقلم أبوطالب بن محمد الحدادي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في صبيحة يوم الأربعاء الموافق 23/03/1436هـ إنتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ والأديب والشاعر/ عبدالسلام بن إبراهيم عارف حدادي عن عمر يناهز الخامسة والخمسون قضى معظم حياته في طلب العلم حتى أصبح معلماً للغة العربية منذ تخرجه من الجامعة وحتى وفاه الأجل المحتوم الذي لا مفرمنه ولامهرب. وقد كان رحمه الله قمة في التواضع يستمع للصغير قبل الكبير مما جعله له شعبيتاً كبيرة بين أصدقائه ومحبيه. وهذا ليس بالغريب على أسرة أل عارف الذين يسكنون قرية الحضرور. وهو من أسرة تمتاز بالذكاء وشدة الإنتباه وسرعة الفهم وكذلك الشعر والفصاحة لأن والده رحمه الله كان شاعراً وله وزنه في المجتمع وكذلك خاله رحمه الله كان شاعراً.وجده والد أمه كان شيخ علم نقل أناس على يده من مرحلة الجهل والظلام إلى مرحلة العلم والنور. لأنه كان يعلم الناس الفقه في الدين لأن الله كان يريد به خيراً فتفقه في الدين واتبع سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم. فهنيئاً له كل النسب من جهة والده ووالدته. وقد كتب قصيدة شعرية قبل وفاته وقد رسم في قصيدته الشعرية أروع الأبيات ووضح لجميع من يقرأها من بعده بأن هذه الدنيا هي دار زوال لاقرار فما دامت الدنيا لمن كان قبلنا من الأمم السابقة والإنسان مهما على فهيا وتجبر ولبس وأكل وشرب مصيره يحمل يوماً على الأكتاف ويبيت طريح القبر دون مؤنس. وأن كل من على هذه الأرض مصيره تحت الثرى وسوف يلحق بالأموات. (كل من عليها فان ويبقى وجهك ربك ذوالجلال والإكرام)
وقبل أن أسرد إليكم القصيدة التي نشرت عنه:. ندعو له.
اللهم أنت الرحمن الرحيم إرحمه برحمتك التي وسعت كل شيء. وأكرم نزله وتجاوز عن سيئاته ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم وسع مدخله وغسله بالماء والثلج والبرد. آمين اللهم إغفر لجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وارحمنا إذا لحقنا بهم إنك القادر والمستعان على كل شيء والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف الأنيباء والمرسلين.


الآ يانفس ويحك خبيرني..... حديثاً صادقاً لا تكذبيني
فأن الموت محتوم عليك ...... ولو عمرت ألفاً من السنين
ولوعمرت ويحك عمرنوح....... لكان الموت قطعاً زائرين
وأين الأولون فلا نراهم ....... وأين الأخرون من القرون
ملوك كان الدنيا لديهم ........ بآلاف المدائن والحصون
فكم منهم عزيز قد تسلى ..... عن الدنيا سقى كأس المنون
فوا أسفي ويا حزني إذا ما ...... بكى أهلي علي وغمضوني
وسجوني على نعش المنايا ...... وسار الناس حولي يتبعوني
توالى سيرهم وله ضيجج ....... وهم في سيرهم يتبادوني
وحط رحالهم أرض المنايا........ وقد صفوا الصفوف وقدموني
وقاموا بالصلاة علي جمعاً...... وتحت الأرض جمعاً أفردوني
فلا يا عين تساعدني بدمع...... فحق لمقلتي تبكي شجوني
فيا أهلي قطعتم حبل عهدي...... فإنــــي لا أراكــــم تــــذكرني
ذوي الميراث يقتسمون مالي...... فما بالــــــي وقد جحدوا ديوني
تمر أقاربي من حــول قبري........ كـــــــأن أقــــاربي لا يعـــرفوني
ســــلام الله أحبابي عليكم......... وإن طـــــال الزمــــــــان ستلحقوني