× الحب هو علة الخلق ×
أيها الأخوة الكرام: جانب الحب هو علة الخلق،
لو أن الله أراد أن يخضع له البشر جميعاً لكان ذلك، ولكن هذا الخضوع قسري لا يثمر سعادة.
﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ﴾
[ سورة يونس: 99]
﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾
[ سورة هود: 118]
الله جلّ جلاله ما أرادنا أن نأتيه قسراً، أراد أن نأتيه طوعاً، إذا أتيناه قسراً لا قيمة لهذا الإتيان،
لأن الله عز وجل يقول: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾
[ سورة البقرة: 256]
فجانب الحب جانب أساسي، الفرق بين الحب وبين الواجب كالفرق بين " أرحنا بها " و " أرحنا منها " ، هذا هو الفرق بين الحب والواجب،
فأنت حينما تحب الله تفعل المستحيل، أصحاب النبي أحبوا الله، قلة قليلة بحياة خشنة، بمعدات بسيطة، وبيوت من اللبن وصغيرة وخشنة، فتحوا أطراف الدنيا،
وحينما فرغ الدين من الحب أصبح ثقافة وتقاليد وعادات وأصبح سلوكاً أجوفاً وعبادات لا تقدم ولا تؤخر،
بين مؤمن مفعم قلبه بالحب، وبين مؤمن ممتلئ قلبه بالمعلومات فرق كبير جداً،
لابد من أن يمتلئ العقل بالمعلومات،
ولا بد من أن يمتلئ القلب بالحب،
فهذه المرأة الأنصارية التي رأت زوجها في أرض المعركة شهيداً
ورأت أباها في أرض المعركة شهيداً،
ثم رأت ابنها ثم أخاها وفي كل مرة تقول:
ما فعل رسول الله؟
فلما رأته واطمأن قلبها قالت: " يا رسول الله كل مصيبة بعدك جلل " .
× الحب يصنع المعجزات والتقليد لا يصنع شيئا ×
أحبائنا الكرام :
الحب يصنع المعجزات، ومن دون حب لا يمكن أن تقدم شيئاً لله ، مستمع جيد، ومعلق جيد، لكن لا تقدم شيئاً،
كل إنسان حينما يستمع إلى كلام منطقي مؤيد بالأدلة والبراهين يعجب بهذا الكلام،
لكن العبرة ( ماذا قدمت لله عز وجل؟ )
لو سألك الله يوم القيامة ماذا فعلت من أجلي يا عبدي؟ () هذا سؤال،
( الحب ) يصنع المعجزات، بينما ( التقليد ) لا يصنع شيئاً ،،
(( إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ))
[البخاري عن أبي هريرة]
انظر إلى الطفل قال تعالى: ﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ﴾
[ سورة طه: 39]
أي ألقى في قلب أبويه الحب له،
تجد الأبوين لا يهنأ لهما عيش إلا إذا كان ابنهما على ما يرام، فهذه الرحمة التي يتراحم بها الناس،
والتي يعقبها ميل قلبي هو الحب،
وأقول لكم هذه الكلمة:
[ الإنسان الذي لا يجد رغبة في نفسه أن يكون محبوباً عند الله وعند خلقه، ثم لا يجد رغبة أن يحب الله جلّ جلاله، فإنه ليس من بني البشر! ]
البطولات التي ظهرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أساسها الحب،
قيل لأحد أصحاب رسول الله قبل أن يصلب - ألقي القبض عليه وسيق إلى مكة - قبل أن يصلب
قال له أبو سفيان : أتحب أن يكون محمد مكانك وأنت معافى في بيتك؟ استمعوا إلى الجواب
قال: [ والله لا أحب أن أكون في أهلي وولدي وعندي عافية الدنيا ونعيمها ويصاب رسول الله بشوكة! ]
فقال أبو سفيان: ما رأيت أحداً يحب أحداً كأصحاب محمد يحبون محمداً!
أتمنى ينال الموضوع على استحسانكم ..
للموضوع تتمة ولكن اكتفيت بهذا القدر خشية الملل من القرّاء ..
للإستزادة الدخول هنا
![]()