"رسالة إلى أبي"
"وروح تستعمرني حد أن أشعر بي هو لاسواه"
:
:
:
كُلّي يتلمّس الأقواس المكشوفة
الماطرة بغيابك...
إنظر إلي يا أبي ،
كيف أسقط في الكتابة
لا أريد التوّحد حتى العمق،
أريد أن أشعر بِ الدفء يملأ القلب
أريد لأحاديثي النابشة لِ الذكرى
أن تشُق اللّحظات الوجدانية
وتغرق بدهشة الأصداء
داخلي موجات تتفحص الألوان
التي أبت إلا أن ترتدي الأسود
تصطف لا تريد أن تموت..
أجدها ذلك المنفى الطوعي
الذي يعطيني شيئاً منك..
تصوّر يا أبي ..
كلما إنغمست بِ التعب
يقودني بِ إتجاهك..
أتهالك بشهية لما وراء مدن
تستقيل بك.
أحترق بميثاق رئتي
وأفيض بزوايا حادة مؤلمة..
عذراً يا أبي لم أعد أثق بِ أحد
حتى أنت ..!
ألم تطمّس صوت المفتاح
وهو يحشر ذاته داخل غمده
بالتوقيت ذاته كل يوم
لِ تلج بِ أنفاسك المتعبة
وتصبغنّا بالدعة ..؟
ألم تهدم وعدك
بِ أن ترقص في فرحي
حتى تستسلم الأرض لوقع
قدميك الهاذية بِ الجنون؟
ألم تتجاوز البياض ورذاذ الشتاء
وتغلق النوافذ والوجد المطلق بجانبي؟
أبي ماذا تريد ..
إن كانت المسافة بيننا لاشيء .
وهي تسحل شهقاتي وتوأد أمنياتي
برحيلك ماتت كل الأشياء حولي
وأصبحت صامته كَ أنت،
أبحث عن إجابات
من تحت بابك الذي لايتنفس ،
ورغم ذلك تزحف خطوطك
بلا هوادة لِ تحيلني لِ هباء
بدياجير الظلام.
أحاول أن أوقد النّار تحت أبراجي
أجد أن بيني وبيني هوة لا تلتهمني
تجعلني أتأمل ملاحي الداكنّة
في بطن الإتجاهات التائهة
بدأت أخسر خلاياي
بضجيج صخرتين قاسية
في أقصى تآكلها
التي تصر على أتباع
شعاع طيفك.
لم أعد أستطيع أخفاء
ضعفي وشوقي
لهمساتك الحانية..وَ..لتأنيك.
أبسط يدك ..
لِ أبلّلها بدمعاتي السوداء
لتنهار القوانين بيننا،
ربت على رأسي ،
وأستل نحيبي المليء بِ الخوف
والجّم فظاعة الأشياء المعوجة حولي.
إرحمني من تدثري بفقدك
وعاصفة ذكرياتك النازحة
التي أودعتني للشحوب
"شحوب الأموات"
ذاك الذي أخالك
تعرفه حق اليقين.
أتعلم يا أبي ..
أنني لا أستطيع أن ألثّم
تربتك التي أخذت
رائحتك منّي،
ولا تستطيع أنت القدوم .
لذلك بردت أسنان الأثير
وإختزلت تجليات رقصة الطير
وأمتصصت نوايا الحمام الرحّال
لِ تصل بي إليك بكامل أناقتي
حتى لا تقلق عليّ، إبتسم بوجهها
لِ أصلك وأنا كما عهدك بي
حتى لا تملأ ملامحك بتاريخ الإرتباك.
لاشك أنني وحيد منكسر
ولا شيء يتصعد بِ اللّحظات
إلا أنت والموت وعجاج متوالد
لِ صرخة فقدك.
لا أريد أن أصل متأخراً
بدقة الحسبة وشفافية التوهج
وقداسة المدى وروحانية الفصل
أُدير رأسي صوبك وأمتلئ نور وحنين
وزرقة هادئة...
أعلم أن روحك طوافة بِ المكان
لذلك أكون متماسكاً في صخب الانهيار..
وأتوارى كَ الشظايا تحت الملايات
وأنزفني ضياع..
ضياع متضخّم بك.
سامحني لأنني..
خذلتك ولم أكن خيّالاً
وتحولت لِ طائرة ورقية
تلعب بها رياح الحزن والفقد.
سامحني لأنني..
لم أستطيع الوقوف
بعد أن سرق إنسحابك
عنفوان المشهد وأتكأي عليك دائماً.
سامحني يا أبي..
لأنني لازلت أحترق بك..وَ..لك...
أبي أرجوك علمني
كيف أبث حزني لِ الأشياء الصامتة ..؟
وكيف أرثيك وأنا بجوارك ممدد ..؟
:
:
:
رحمك الله ياعزيز عيناي
وغفر لك بإذنه
وجميع موتى المسلمين
::
::
::
.:..إبنك..:.
..:إبراهيم علاالله:..
خطيئة جاهلية
:
:
لا أبيح من نقلها دونما
ذكر المصدر وماأسامح ماأسامح
من سرق حُزني على أبي..
وليوم يبعثون..ماأسامح...،