وكان لا بد أن ينشأ أدب يمثل تلك الثنائية اللغوية، فكانت الموشحات.
فمن المقرر أن الموشحات كانت منذ نشأتها إلى ما بعد ذلك بقرون تنظم بالعربية الفصحى،
إلا الفقرة الأخيرة منها وهي الخرجة،
فقد كانت تعتمد على عامية الأندلس.
ومعروف أن تلك العامية كانت هي عامية العربية المستخدمة لألفاظ من عامية اللاتينية.
وفي ذلك يقول ابن بسام، في حديثه عن مخترع الموشحات (مقدم بن معافي القبري)
إنه "كان يأخذ اللفظ العامي والعجمي ويسميه المركز، ويصنع عليه الموشحة".
فكأن الموشحات إذن لها جانبان: جانب موسيقي يتمثل في تنويع الوزن والقافية،
وهذا قد جاء استجابة لحاجة الأندلس الفنية حين شاعت الموسيقى والغناء،
وجانب لغوي، يتمثل في أن تكون الموشحة فصيحة في فقراتها العامية وفي خرجتها،
وهذا الجانب قد جاء نتيجة للثنائية اللغوية المسببة عن الثنائية العنصرية.