كتبتها ناقماً على الإسفلت حينما دخلت قريتي الحبيبة وغير ملامحها وطمس معالم عشنا فيها أجمل أيام العمر وأزهق طُهرَ شجيراتها
أزالَ الــطــهـرَ يـــــا ريـــفــي رداءُ
وشَــتَّــتَ شــمــلَ أشــجـارٍ طِـــلاءُ
وأخــفــىٰ مــنْــكَ أيَّــامــاً خَــوالـي
جــمـيـلُ الــطـيـنِ يـعـلـوهُ الـكِـسَـاءُ
مــنَ الـحجرِ الـمُكَسَّرِ قـيلَ (زفـتاً)
وفــي ال(زِفـتِ)الـخسارةُ والـشقاءُ
أيا (كُدْمي) سَلَوْتَ الْيَوْمَ (حَمْظاً)
و(قَـضْـبـاً) كــانَ لـلـجُرحِ الـشِّـفاءُ
فــقــد كُــنّــا إذا جَــــادَتْ مُــــزونٌ
نُــشَــكِّـلُ طِـيـنَـهـا فــيـمـا نَــشَــاءُ
وَنَـلْـهُـو كـالـفَـراشِ عــلـى (زَبـيـرٍ)
ونُـــهْــدِي (جِـــــدَةً حَـــمْــرا) رداءُ
ولِـلْ(بَـحـنونِ) خــيـطٌ قـــد تَــدَلَّـىٰ
ولِـــل(زَمُّـــوحِ) يُــطْــرِبُـنـا بُـــكَـــاءُ
فَـمِنْ (كـين الـعروجِ) غَـداً فُطُوري
وَمِـــنُ لَــبَـنِ الـشِّـيـاهِ لــنـا شِــفـاءُ
و(مُــظَّـارٌ) كــمـا عـسـلٍ مُـصَـفَّىٰ
ومِـــزْمَـــارٌ لَـــنَـــا فـــيـــهِ الــبــقـاءُ
فَـفي الـصبحِ الرحيلِ إلى المراعي
وفـــي وقـــتِ الــغـروبِ لـنـا حِــداءُ
أَلا يـــــا أيُّـــهــا الإســفـلـتُ تَــبــاًّ
وخــالــطَــكَ الــتَّــشَـقُّـقُ والــفَــنــاءُ