التحذير من كتب أهل البدع والإشادة بقرار سحب كتب الإخوان.
الشيخ الدكتور على الحداداي
إن العقيدة الصحيحة هي أساس الهداية في الدنيا والسعادة في الآخرة فمن لم يدن بها ضل في الدار العاجلة وشقي في الدار الآخرة والعياذ بالله كما قال تعالى (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك أيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)
فعلى المسلم أن يحرص على تلقي عقيدته من المصادر النقية التي أمرنا الله بأخذ الدين منها وهي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف الأمة كما قال تعالى آمراً بطاعته وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) وقال تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) وقال تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقال تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم) ففيها تزكية من أحسن في الاقتداء بالسابقين الأولين واتبع آثارهم. ومفهومها ذم من خالف سبيلهم ولم يحسن في اتباعهم.
وإذا كانت العلوم ومنها العقائد تؤخذ من أفواه الرجال فهي كذلك تؤخذ من الكتب، فإن للكتب شأنا ً عظيماً فهي تؤثر في قارئها في تصوراته وقناعاته وعقيدته وعبادته وأخلاقه وسلوكه.
لذلك كما يجب على الناصح لنفسه أن يختار المعلم الناصح صحيح المعتقد فكذلك ينبغي أن يختار الكتاب الصحيح المعتمد عند علماء السنة لا سيما في أبواب العقائد والعبادات حتى لا يقع في العقائد الفاسدة والعبادات المبتدعة فيضل سواء السبيل ويكون من الفرق الهالكة المتوعدة بنار جهنم والعياذ بالله.
و لعظم خطر كتب أهل الأهواء والبدع فقد شدد السلف في قرائتها وحذروا منها غاية التحذير والأصل في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في الصحيح أنه أمر بالحذر من أهل الأهواء فقال احذروهم وأمر ايضاً من سمع بالدجال أن ينأى عنه ولا يأتيه فهجر أهل الأهواء والبدع والحذر منهم يدخل فيه الحذر من مطالعة كتبهم والقراءة فيها بقصد الاستفادة منها. لأن الشبه والتلبيس الذي فيها قد يخطف قلب القارئ فلا يعود إلى السنة بعد ذلك.
وكما أفتى أهل العلم بحرمة قراءة كتب أهل البدع والأهواء فقد أفتوا ايضاً بأنها لا حرمة لها فمن أحرقها أو أتلفها فلا شيء عليه بل إن صحت نيته فإنه يؤجر على ذلك. وأفتى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله بإن الدولة إذا أتلفت الكتب الضارة فليس لأصحابها الحق في التعويض عنها ولو فسح طباعتها أو دخولها البلاد أحد المسؤولين كائنا من كان.
فوقاية الناس عامة والشباب خاصة من الكتب الضارة من أهم الأمور التي ينبغي على ولاة الأمور وأولياء الأمور العناية بها. وسواء في ذلك أكانت الكتب والمقالات ورقية أو كانت اكترونية إذ النتيجة واحدة.
وقد أحسنت دولتنا وفقها الله ممثلة في وزارة التعليم إذ شرحت الصدور وأبهجت الخواطر بأمرها الحاسم في هذا الأسبوع بسحب أكثر من سبعين كتاباً من المدارس من كتب الإخوان المسلمين ورموز الحركات الإسلامية الثورية لخطرها على الأجيال. فنسأل الله أن يزيد المسؤولين بصيرة وتوفيقاً فيتبعوا هذه الخطوة بخطوات أخرى يتم بها تحصين هذا الجيل من أسباب الانحراف العقدي والضلال الفكري.
فإن هذه الجماعات ودعاتها بعيدون جداً عن تربية أتباعهم على عقيدة السلف الصالح وعلى لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة الأمور والتحذير من الخروج والخوارج والتحذير من الفرق الضالة..إنما تربيهم على الولاء للجماعة ولقائد الجماعة وعلى التحذير من ولاة الأمر والعلماء ورجال الأمن وكل من يحارب الفتن وأهلها، ولهذا تجد تاريخهم الماضي وواقعهم الحاضر يطفح بالفتن والثورات والعمليات المتهورة التي لا تجني الأمة منها الا فُرقة وضعفا وهوانا ولا يستفيد منها الإسلام إلا تشويها له ونفرة عنه والعياذ بالله.
اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح وجنبنا مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
منقول بتصرف يسير