السّلام عليكم ورحمة الله
سأخبركم اليوم بجزءٌ من حياتي ، وأبوح لكم بسرّ صغير ..
انا شاب أبلغ من العمر 27 سنة
ولدت وترعرعت بقريةٍ صغيرة تابعة لمحافظة صامطة ..
بدأت معاناتي منذ سنتين ، فقد ابتلاني الله بتعب بالقلب ولم استطع العلاج بسبب ظروف اجتماعية قاسية جداً .. ومنذ انتقالي لهذه المرحلة تغيرت حياتي جداً وانقلبت رأساً على عقب ،
تزوجت واستأجرت منزلاً في أحد احياء صامطة لكي أكون قريباً من العمل الذي أعمل به ... ورغم الآلام التي كانت تلمّني لم يرى مني صاحب العمل الا نشاط وحيوية وحبّ للعمل ولا يعلم بأنّي في النهار أعمل لديه ، وبالليل مستلقٍ على أسرّة الطوارئ بمستشفى صامطه العام ..
وبمرور الوقت سائت صحتي جداً ولم أعد أقوى على الوقوف على اقدامي وبدأت تأتيني نوبات إغماء من قوة الألم الذي أخبئه فتركت العمل وأغلقت على نفسي باب المنزل كي لا أشكوا لأحد فيظن اني اريد منه مالاً ويغيب كما غاب عنّي الصّديق والقريب وحتى الأخوة .. وربما أردت ان أكون من أصحاب الآية الكريمة ( ولا يسألون النّاس إلحافاً )
ولكن ربما غيابهم ألهتهم عنّي مشاغل الحياة ربما ؟
ولكن كانت تكفيني منهم رسالة اجدها بهاتفي ، أو ردّاً على مكالماتي فإنني والله لا أريد شيئاً منهم سوى الإطمئنان عن أحوالهم ، فالإنسان ليس له غنى عن أهله وأحبابه ..!
ورغم تركهم لي إلا أن الله رحمني بزوجةٍ صالحةٍ قنوعه ..
لم ٱذكر أنها تركتني بيومٍ من الأيام وانا بحاجتها .. فقد كانت لي الأم والأب والأخ والصديق قبل ان تكون زوجة ، ولم يبقى لي غير الله ثم هيَ ، ولم تعلم شدة حزني وضيق صدري حينما تتم دعوتها لحضور حفل أو زواج قريب وترفض بحجة أنها تريد المكوث بجانبي وانا أعلم بأن خزنة ملابسها ليس بها شيئاً يصلح لحضور الحفل وليس باليد حيلة والله المستعان ..!
يالله ، على قوة صبرها وتحملها فلم أعهد أنها طلبت منّي شيئ أبداً رغم حاجتها فإن كتب الله لي شفاء .. لا يستحق التكريم والجزاء سواها من الخلائق أجمع ، وإن قبضت روحي فأسأل الله أن يغفر لها ويدخلها الجنة بسبب صبرها هذا ..! تدهور حالنا بسبب المرض ، فسبحان الله ان العافية هي عمود الحياة وأساسها ،، فرزقني الله بطفلة .. ربي لك الحمد ، فقد ملأت البيت فرحةً وسرور .. ورغم الأسى الذي بقلبي عليها كيف سيكون حالها وانا طريح المرض الا أنني مؤمن بالله ورحمته وأعلم بأنه سبحانه قال ( نحنُ نرزقكم وإياهم ) .
ولا تسألني عن الأجار كيف يدفع ومن أين لنا نأكل ونشرب ونحنُ ليس لنا أي دخل مادّي ، فوالله إنها تشتد ثم تشتد حتى نظنها لن تفرج فيفرجها الله سبحانه من غير حول لنا ولا قوة .. ابنتي الآن عمرها لم يتجاوز الــ 5 أشهر وأسأل الله ان يرحمنا بسببها ويرفع عننا البلاء كي أقوم من جديد وأعيلهم وانا بعافية ،، منّ الله عليّ قبل أيام بصديق يعمل بمستشفى الملك فهد بجازان جهز لي أوراق علاجي وحضرت المقابله فأغمي علي قبل دخولي على الدكتور بسبب قوة الألم لأني لا أقدر على الوقوف ، أفقتُ وأنا في الطوارئ قد تم إسعافي فمكثت في الطوارئ الى الليل وانا أفكر بمن تركتهم في البيت وهم بحاجتي .. ربّي إني مسّني الضرّ وأنت أرحم الراحمين ،
رجعت اليهم تلك الليله وفيني من الألم وضيق القلب ما الله به عليم ونمتُ دون انتظارٌ للغد ..!
وفي الغد ، اتصل بي ذاك الصديق واخبرني بأنه حجز لي موعدين آخرين بيوم 8 و 15/4/1437هـ كي أعمل أشعه واختبار للقلب بالجهد ولا ٱعلم هل أستطيع حضورها وٱنا بهذه الحال ؟
وهل سأجد من يوصلني للمستشفى أم سأستأجر سيارة مشوار آخرى كالمرة السابقه ومن أين سآتي بهذا المبلغ ففي المرة السابقه طُلب منّي 100 ريال للمشوار الواحد في كل مراجعه ، لا بأس ، فإن مع العسر يسر ،،
وما زالت القصة مستمره وظني بالله كبير بأنه سيفرجها ،،،
ملاحظة :
(جزءٌ من حياتي) لم تكتب إلا لمواساة من كان يشكوا الظروف القاسيه وليس لإثارة الشفقه ، ورسالتي :
لا تبتأس فوالله ستفرج كل شدة ، وكل همٍ سيزول فقط ثق بالله ولا تجزع .
( إنّ مع العسرِ يسرا ً* إنّ مع العسرِ يسراً )
عبادي المحنشي.