قصة لم انتشلها من مخيلتي العاجزة بل نسجتها من واقع مرير مازلت أعيشه
قابلتها لأول مرة في منزل صديقتي .. ولحظتها كأني رأيتها للمرة الأولى ..فاتنة بجمالها تجعلك تتفرس ملامحها بكل ذهول حتى السمرة التي اكتست ملامحها زادتها انوثة تختلف عن كل بنات حواء.. لكن في عينيها الف انكسار.. لااخفيكم انها تشدني بنظراتها كأنها تخفي مجهولا ورائها.
وفي اليوم التالي دخلت للفصل الدراسي كنت اسمع بعض الهمس الصادر من ناحية وفاء رغم هدوءها الا ان ملامحها كشفت عن كرهها الشديد لمادتي ..
اه ماذا تقولين؟!
لم تجب , وحملقت بعينين خائفتين ولمعت عيناها بالدموع ..اقتربت منها اكثر كنت احدث نفسي الهذه الدرجة ابدو مخيفة!كنت ابحث عن شفتيها ,لم تتكلم ,,اريد تفسيرا لخوفها الشديد مني كنت ابحث عن الحروف التي ستنقذني من هذا الموقف... اجهشت وفاء بالبكاء ..لم احتمل الموقف ولم اجد له تفسيرا فانا مسالمة وهي طالبة ذكية.. قطعت الدرس وخرجت من الفصل لعلها ترتاح قليلا...
كان يبدوعلى ملامحي الشرود كنت اعيد الشريط الذي حدث في الفصل .. هل انا سبب خوفها!..بكائها !..ألمها!
قطع شريط الأحداث صوت الاستاذه فاطمة ... قومي وفاء عند الباب تقول انها تريدك في امر ما وقبل ان اقوم قالت لاتستمعي اليها كثيرا فهي هكذا تدعي الحزن حتى تستدر العطف منا... كنت فرحة لإني سأتكلم معها سأسألها عن كل الأسئلة التي لم اجد لها تفسير..تلك الفاتنة وفاء تقف بكل آيات الخوف المشرعه على رأسها ...
استاذتي .. ثم تأوهت كأنما احست بمغص مفاجئا ثم انخرطت بالبكاء .. وفاء ماذا بك ؟ اخرجتها الى حديقة المدرسة التي امتلئت بأوراق الخريف المتساقطة والتي تشبه وفاء فقد كانت ذابلة حد الحزن ...طال الصمت بيننا واخيرا بدأت تحرك شفتيها .. معلمتي اليوم عثرت مرتين في الطريق .. وأين عثرت ؟عثرت في حجر وعثرت مرة آخرى في هويتي
لم استطع فهم ماتقول لكنها اردفت تتسأءل بكل برآءه..الطالبات يقولون اني لقيطة وان جدتي ليست جدتي واني جئت عن طريق..ا ا..ثم سمعت انفاسها تتلاحق ...بدأت اتفهم لتلك النظرات المنكسر بدأت اتفهم لخوفها..حبيبتي الانسان بشرفه هو ليس بشرف امه قاطعتني ..ماذا يا استاذتي الطالبات ينادوني يا ابنة الحرام بدأت انسى اسمي .
جدتي ضربتني عندما اخبرتها عن الطالبات قالت لي هم يحقدون عليك لإنك اجملهن انتِ ابنتي .. وانظري الى المرآة انت تشبهنني كثيرا ضحكت لإني لااشبهها ولا اشبه جدي ولا اشبه احد من اسرتي..بدأت اقنعها بأن الله لايبتلي الا العبد المؤمن ..ولابد ان تصبر وان ترضوى بواقعها.
قضيت اليوم التالي نائمة كأنني مريضة ولم آكل الا لقمة في الصباح كنت افكر بوفاء ..وفاء ضحية أم وأب جلبا العار لأنفسهم بعلاقة غير مشروعة قبل أن تسبب لهم العار ،،
فهما العار وليست هذه اللقيطة هي العار ،، وكأنني كنت خائفة ان اراها مع انني قررت الغياب عن المدرسة
وجدت نفسي فجأة امام وفاء..وكما تركتها بعينن ذابلتين وبصوت مبحوح كانت تتكلم بكلمات خافته.. تركت في يدي رسالة وقالت عاهديني ان تكوني أمي..واريد منك ان تخبريني برأيك .. رأي في ماذا ؟..تبسمت وقالت في الورقة ..كلماتها هزت كل شعرة في جسدي .. امها ؟؟؟ وكيف؟؟ ..
بدأ أقرأ رسالتها فقد كانت قصاصة لأبيات لااعلم من كتبها..
يادنيا وينهـا أمي؟؟ *** ليه يايمه تعافيـني؟؟
أنا ولدك أنا أنتي *** أنا ياكيف تنسيني ؟؟
أنا شسويت يايمه *** أنا شذنبي أنا شفيني
أنا غلطان يايمه *** أنا ياكيف بعتيني ؟؟
ياليتك جاهله يمه *** وبإيدك وأدتيــني؟؟
ياليتك قبل ما أحيى *** أنابجوفك قتلتينــي
أنا شسويت يايمه *** أنا شذنبي أنا شفيني
يايمه أحلف بربـي *** دعاء منك يحمينـي
يايمه ياترى وحشتك *** مثل ماأنتي وحشتيني
يايمه وينها عيونك *** من دموعي تواسيني
يهون عليك يايمه *** بلا أسم تخلينـــــي
أنا ساره أنا نوره؟؟ *** أنا كيف بتنادينـــي
خنقتني كل عبرات العالم تهاوت دموعي فهي كلمات رقيقة تحمل العتب الكثير..مسكينة وفاء حُرمت من الأم
حرمت من كل شي حتى من ان تكون ام فمن سيتزوجها لقيط مثلها ام من شخص آخر يسخر منها آه تبا لك ام واب يفعلان الفاحشة . قررت فعلا ان اكون لها كما ارادت امها وصديقتها ..مرت سبع سنوات على هذا الموقف استطاعت وفاء ان تتحدى ظروفها في إكمال دراستها الجامعية بدت جميلة وهي تعانق الحياة بكل أمل كنت معها في كل خطواتها لاتقدم على امر الا وانا معها لكن ...لم استطع ان احميها من الكلمات الهاربة و الآتية من الأفواه القبيحة .. البنت لازم تكون مثل امها ... هل انت التي وجدتك فلانة امام المسجد؟ كلمات كلما تسمعها وفاء تنهار وتدخل على أثرها المستشفى.. النفوس الخبيثة بدأت تعبث بشرفها فهذا ابن الجيران يعاكسها ويوزع رقمها ويحكي حكايتها للشباب ..وفي ذلك اليوم جاءتني وهي في حالة من التوتر ..وفاء حبيبتي حاولي ان تكوني أقوى .. كأنها كانت قنبلة وتحتاج الى دقائق حتى تنفجر.. بدأ صوتها يعلو
لماذا فعلت امي هذا الشي؟ لماذا انا بالذات يحصل معي هذا ؟ انا والله احاول احمي نفسي لكن لكن ..لم اعد افهم ما تقول فقد اختلط صوتها وبدأ يضعف حاولت تهدئتها لماذا هذا الانفعال ؟ هل حدث شي؟ الست امك !
آه بدأت اكره كل شي ماذنبي إذا اشتقت لوجود امي ولم اجدها ما ذنبي ان انحرم من كلمة امي كل العمر ما ذنبي ان يأتي العيد ولااحد يهتم بي ... معلمتي أتصدقين أحيانا في يوم العيد أتخيل ان امي واقفة أمامي تحضنني تشم رائحتي تقبلني لكن في كل مرة اصحوا ولااجد الا خيالهاالذي قد رسمته لها آآآه لماذا حرموني من ان يكون لي اخوات كبقية زميلاتي؟ لماذا حرموني بأن يكون لي أسما هم يختاروه لي وان احمل لقبا لعائلتي أتباهى به..؟؟
انا كل يوم انتظر امي ...احاول كل ليلة اصرخ امي امي امي احاول ان ارددها استشعرها انا احتاجها فلماذا تخلت عني..صرخت وشدت شعرها ... وأجهشت بالبكاء وارتمت على الأرض بدأ لونها يشحب وتدخل في غيبوبة بدأت ادلك أناملها لعلها تفيق ..
تركتها في مصلى المدرسة بعد ان تحسنت وذهبت لأهاتف جدتها لعلي اعلم سر إنهيارها بهذا الشكل وللإسف لم اجد جدتها او كما نقول حاضنتها.. اوصلتها للبيت وفي المساء حاولت الاتصال بها فهاتفها مقفل بدأت اقلق
وماهي الا ساعة و جائني الخبربأن فاء قد ماتت وهي تدافع عن شرفها فقد حاول ابن الجيران ان يطبق المثل بأن ابنة الزنا لابد ان تكون مثل أمها.
مسكينة وفاء انطوت صفحتها وهي تحاول ان تتصالح مع الدنيا التي رفضتها
لكن هل ستنتهي المأساة على وفائي التي ماتت وهي في زهرة العمر أم ان هناك مليون وفاء ينتظرها نفس المصير؟؟؟؟؟؟؟؟؟