لم أعد أحتمل .... حتي السلام تحية الاسلام أصبحت لا استحفها منه ، وقد أنفقت عليه عمري ... كنت أتمنى ألا أري هذا اليوم ... كنت أنمنى ال أرى كأنه شيئا ، أي شئ ... ربما منضدة إعتاد رؤيتها فلم يلتفت إليها أو مقعدا الف مكانه ولم يعد يخشى أن يصطدم به .

الان نقلب الذاكرة سفحات الزمن .. قبل أكثر من ربع قرن كنت أكاد أصاب بالجنون إذا ماتحاهلت صراخة ... كنت أكاد أطير فرحا إذا طرقت الباب وجدته ينتظرني خلفه ... كنت أفكر له قبل أن يفكر وأحقق مطالبه قبل أن يبوح بها , كم قلدت الجمل لأركبه على ظهري و أتجول به كافة أنحاء البيت وهو يضحك , وامه تصرخ وتقوا يا أبا........ لقد ارهقت نفسك واهنتها ..بومها لم أكن التفت اليها , وفي صفحات الأمس أيضا توقفت عند يوك أخر جلست مشدوها أحملق فيه واحلم به رحلا عظيما ملء السمع و البصر و اليوم يمر دون أن يلقي التحبة و السلام .. الي هذا الحد و ليس وهو وحدة بل كذلك فعل جميع اخوانه هؤلاء الذين ضحيت بالعالم كله من أجلهم .... ومنذ أن ماتت أمهم شريكة حياتي لم يعد لي أحد بعدها في الدنيا كلها سوى الله , كثيرا ما صدمني جفاؤهم عقوقعم لكنني لم أكن أتصور ان يصل بهم الأمر الي هذا الحد ... لقد تهريوا مني وقلت أن الفجوة بين الاجيال هي السبب . وكل واحد منهم تزوج وانشغل عني فقلت هذا حقهم ولا ضير ان يعيشوا حياتهم دون ان يكدر صفوها مخرف مثلي , ثم تركوني كليه للدم فهم الذين يحملونني وينظفونني باوساخي لايهم .. لكن سبب فهذا مالم احتمله . واقلب صفحات الامس ...آه أه هذا هو ما أبحث عنه ... دعوني أعترف حتي استريح فانا اسدد فاتورة ماقدمت يداي واشرب من نفس الكاس التي سقيت منها الأخرين , انا الان في السبعين و مقعد بعد أن أصبت في حادث سيارة وليس لي من هم سوى أن أقلب الصفحات هل تعرقون الاخرين اللذين سقيتهم من كاسي انهم أبي و أمي .... تعم لقد تعاملت معهم بوما على أنهم أخرين فبعد ا، كبرت واشتد ساعدي أراد أبي أن يزوجني بقتاة ذات دين وحسب و لكنني رفضت أن انصاع له , بل استهزات به , وتزوجت من أردتها ورحلت عن المدينه التي يعيش فيها حتى اهرب منه بعد أن كبر ولم أزوره الاكل ثلاث سنوات . وكان مثلي الان مقعدا لكن قلبي القاسي جعلني لا اهتم بل ان اقاربنا كانوا يتوسطون لدى لكي ازوره فكان ردي عليهم ( هل تريدونني ان اترك عملي لأجلس بجواره ؟!!) واذا ما ضاق به العيش وبعث يطلب مني المساعدة تحججت له بالف ذربعه وذرعيه حتي اتهرب منه , وانتظرت موته على احر من الجمر حتي ارثه فأنا وحيدة .

والان هل يترقب أبنائي موتي ؟..... ربما .... لم يعد يهمني شيئا سوى أن يتوب الله علي و يغفرلي .

تقبلو تحياتي و احترامي اخوكم