أعتذر عن تأخري أيها العميد الصغير... وإليك هذه المقاطع الحماسية
وأعدك إن شاء الله بالمزيد
أمطري لؤلؤاً جبال سرندي=ب وفيضي آبار تكرور تبـرا
أنا إن عشت لست أعدم قوتاً=وإذا مت لست أعدم قبـراً
همتي همة الملوك ونفسـي=نفس حر ترى المذلة كفـراً
وإذا ما قنعت بالقوت عمري=فلماذا أزور زيـداً وعمـراً
بادر الفرصة واحذر فوتها =فبلوغ العز في نيل الفرص
فابتدر مسعاك واعلم أن من =بادر الصيد مع الفجر قنص
سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا= بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي= وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا= وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي= حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً= فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها= أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ
رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ= وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ= حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني= وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
قلت للصقر وهو في الجو عالٍ= اهبط الأرض فالهواء جديب
قال لي الصقر : في جناحي وعزمي= وعنانِ السماء مرعى خصيب
له هممٌ لامنتهى لكبارها= وهمته الصغرى أجل من الدهر
ملكنا هذه الدنيا قرونا= وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء =فما نسي الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفا لامعات =غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما= رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس =نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا وليٌّ= بطغيان ندوس له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدي بأسا= فما نغضي عن الظلم الجفونا
وما فتئ الزمان يدور حتى= مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي =وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلم كل حر= سؤال الدهر : أين المسلمونا ؟
ترى هل يرجع الماضي ؟ فإني= أذوب لذلك الماضي حنينا
بنينا حقبة في الأرض ملكا =يدعمه شباب طامحونا
شباب ذللوا سبل المعالي= وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهدهم فأنبتهم نباتا =كريما طاب في الدنيا غصونا
هم وردوا الحياض مباركات= فسالت عندهم ماء معينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة= يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم=من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي= ولم يسلم الى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يوما =وقد ملأوا نواديهم سجونا
عرفوا الأغاني مائعات =ولكن العلا صنعت لحونا
وقد دانوا بأعظمهم نضالا =وعلما، لا بأجزلهم عيونا
فيتحدون أخلاقا عذابا =ويأتلفون مجتمعا رزينا
فما عرف الخلاعة في بنات= ولا عرف التخنث في البنينا
ولم يتبجحوا في كل أمر= خطير، كي يقال مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي =شبابا مخلصا حرا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى= فيأبى أن يقيد أو يهونا
دعوني من آماني كاذبات =فلم أجد المنى إلا ظنوناً
وهاتوا لي من الإيمان نورا=وقووا بين جنبي اليقينا
أمد يدي فأنتزع الرواسي= وأبني المجد مؤتلقاً مكينا
متى يصل العطاش إلى ارتواء= إذا استقت البحار من الركايا
ومن يثني الأصاغر عن مراد=إذا جلس الأكابر في الزوايا
وإنَّ ترفع الوضعاء يوما على= الرفعاء من أقسى الرزايا
إذا استوت الأسافل و الأعالي =فقد طابت منادمة المنايا
ولستُ أبالي حين أقتَلُ مسلمًا=على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ = يبارك على أشلاء شِلْوٍ ممزَّعِ
يَقُولونَ لي ما أنتَ في كلّ بَلدَةٍ=وما تَبتَغي؟ ما أبتَغي جَلّ أن يُسْمى
كأنّ بَنيهِمْ عالِمُونَ بِأنَّنِي=جَلُوبٌ إلَيهِمْ منْ مَعادِنه اليُتْمَا
وما الجَمْعُ بَينَ الماءِ والنّارِ في يدي=بأصعَبَ من أنْ أجمَعَ الجَدّ والفَهمَا
ولكِنّني مُسْتَنْصِرٌ بذُبَابِهِ=ومُرْتكِبٌ في كلّ حالٍ به الغَشمَا
وجاعِلُهُ يَوْمَ اللّقاءِ تَحِيّتي=وإلاّ فلَسْتُ السيّدَ البَطَلَ القَرْمَا
إذا فَلّ عَزْمي عن مدًى خوْفُ بُعده=فأبْعَدُ شيءٍ ممكنٌ لم يَجِدْ عزْمَا
وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ بها أنَفٌ =أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا
كذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي=ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا
فلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني=ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْما