رد الأستاذ أحمد عكور بقصيدة بحر الحب على قصيدة ثورة الحب للأستاذ
عبد العزيز النجمي وبدأها بهذه الأبيات الأربعة ثم ذكر القصيدة.


لا تخش من هذا الأزيز فإنه = بحر من الحبِّ العظيم أتاكَ
وصل العتاب كأنَّه جمر الغضى = بالله كيف تحملته يداكَ
قد كنت تعرف عذرنا وكتمته = فمن الذي يا صاحبي أغراكَ
إن لم نزرك اليوم يا نجم العُلا = فالعذر أنَّ الله قد علاَّكَ

بَحْرُ الحُبِّ

لكَ أنْ تلومَ ولي أنا أعذاري = طبعُ المحبِّ على الحبيب يُداري
ولكم ذرعتُ الأرض أبحثُ عنكمُ = ورجعتُ آكلُ حسرةَ المشوارِ
ما قلت يوماً « لم أجدك » لأنني = أسكنتُكَم قلبي بلا إيجارِ
أ أغيبُ عمداً عن لقاء أحبَّتي = وأنا الشَّغُوفُ برؤية السُّمَّارِ
فلتلتمسْ سبعين عذراً يا أخي = بل قل إذا لم تلق : « لستُ بدارِ»
والله ما ذكر الفؤاد حديثكم = إلاَّ وقال القلبُ في إكبارِ:
هذا الذي بالفضل طوَّق جيدنا = لم نجزِهِ بالخُمْس والمعشارِ
يا صاحبي أوَّاه من كلماتكم = جعلت فؤادي جذوةً من نارِ
فإليك بحر الحب مُتْ في موجِهِ = عشقاً وأطفئ ثورة الأشعارِ
إن الزواج سعادةٌ بل جنَّةٌ = يحيا الفتى فيها بلا أوزارِ
بل نصفُ دينٍ وارتقاء مشاعرٍ = قبحاً لمن جعلوهُ نصفَ إزارِ
قد كنتُ رهن القيد قبل مجيئه = والآن طرتُ لعالم الأحرارِ
ووجدتُ دنيا غير دنيا إنسنا = عَسَليَّةَ الثمراتِ والأنهارِ
من ذا الذي زعم الزواج مُقَـيَّداً = ورآهُ عيش مذلةٍ وصغارِ
فلربَّما يعني بذلك نفسهُ = وحذارِ من سوءِ الظنون حذارِ
إنَّ الإجازة قد جمعتُ سهامها = في صيد ظبيٍ ناعسِ الأنظارِ
فلكَمْ جَرَعْتُ المرَّ دون لقائه = ولكَمْ قضيتُ العمر في الأسفارِ
ما هبَّتِ الأحزانُ وهْوَ بجانبي = إلاَّ ورَشَّ الحبَّ كا لأمطارِ
يجتاحني فرحاً فأنسى غيرَهُ = يا طيبَ حُبَّ جاء كالإعصارِ
في كل ليلٍ أصطفيه مُؤانساً = مُذْ عزَّ نجمٌ كان من سُمَّاري
يا صاحبي كم من صديقٍ زائرٍ = أسنانُهُ تَصْطَفُّ كالمنشارِ
ولرُبَّ من تلقاه عمرك مرَّةً = أغلى وأوثق من فتىً مِكْثارِ
ليس الصداقةُ أن تكون مداوماً = بزيارةٍ حتى ولو للجارِ
لكنَّ رابطَ حُبَّنا حبلُ التُّقى = قد مدَّه بين القلوب الباري
وأبو الحسامِ لديه من أشغاله = ما لا تطيقُ وَدعْكَ من إنكارِ
يكفيهِ أنَّ فؤاده قد ضمَّ من = دُرَرِ المحبَّة ألفَ ألفِ سوِارِ
قل للذي أغراك إن حياتَهُ = دون الزواج رهينةٌ بدمارِ
ما ذاق طعمَ الشَّهْدِ من ملكاتِهِ = حتى غدا في الضعف كا لأوتارِ
فإليك ثمَّ إليه نهر مودةٍ = أحياكما في القلب كا لأزهارِ
يا أيها النجمُ المضيءُ دروبَنا = إني اشتريتُ رضاكَ بالدولارِ
إنْ كنتَ قد أبديتَ منكَ تواضعاً = وجعلتنا قمراً مع الإصرارِ
فالشَّمسُ نجمٌ في العُلا مُتوقِّدٌ = منه اقتَبَسْنَا ساطعَ الأنوارِ

شعر الأستاذ أحمد عكور