ثمة محنة حقيقية في الانتظار..الانتظار الذي أصبح يشكل لي ها جسا كبيرا أفقدني كل لذة
حتى منظر أسراب الحمام الذي يستهويني...حتى عقود الفل التي أغيب فيها لم تعد تؤنسني.
توسدت وسادتي الأثيرة حضنتها كطفل فقد أمه .وفي لحظة صدق بدأت أرى كل النهايات
كدائرة تحيطني تحاصرني ولا أعلم كيف سرت بي قدماي مع أمي إلى بيت جارتنا الطيني ...
كل الوجوه كانت هناك سوداء ..والأجساد هلامية .. وكأن الليل هبط بوصولي كانت المنظر
مفزعا لدرجة أن دب الخوف إلى قلبي كانت النهايات تقترب والدائرة بدأت تضيق وفجأة دوت
صرخة مروعة..فتحت عيني مرتعدة كأنها الأشباح تطاردني..جريت واستمريت في صراخي
لعلي أجد مخرجا من لعنة هذا البيت الطيني لكن هذه المرة صرخت باسمك..دب نشاط مرح في نفسي فقد وجدتك واقفا أمام سيارتك السوداء
كنت في قمة السعادة لأني و لأول مرة أراك
مبتسما. ولأنك الفرج الذي أرسله الله في هذا الوقت.رفضت أن أركب معك في المقدمة إلا إذا كانت أمي معي وعلى نفس الكرسي ...اتفقنا أن أكون أنا بجانبك وتكون أمي محاذية للباب ولا
أعلم لماذا كنت ممسكة بزجاج سيارتك الأمامية..ربما لأنها كانت تهتز فخشيت أن يتناثر
الزجاج ولحظتها كنت أتعمد النظر إليك ..كنت تبتسم وأنت ترى الدم يخرج من بين سبابتي
وإبهامي ..كنت تضحك و تتعمد جرحي ..صرخت.. وصرخت.. وصرخت بكل ألم ولم أنتبه إلا
بيد أمي تناولي بكوب من الماء.. الذي ربما غسل الحزن الذي عصف بي .. لكن لا أخفيك أنه
كان حلما مرهقا كشهر مايو المتعب بالنسبة لي و رائعا لأنه جمعني بك