ظاهرة غلاء المهور
ظاهرة خطيرة، تؤدي إلى عزوف كثير من الشباب عن الزواج، أو تؤدي بالشباب إلى التفتيش
عن زوجة من خارج الوطن العربي، وهو موضوع ليس بالخطير، ولكن له محاذير كثيرة، خاصة إن تعلق الأمر بالعادات
والتقاليد، عدا عن اختلاف الدين بين الزوجين، وما قد يؤدي إليه من مشاكل مستقبلية، وقد تكون مشكلة ارتفاع المهور، هو ما يدعو الشاب يتأخر في زواجه، أو يلجأ إلى دولة غير عربية يجد فيها الزوجة التي ستربي أبناءه.
وتظهر هنا مشكلة تربية الأبناء من غير العربيات، فهل ستربي غير العربية أبناءها حسب التقاليد والعادات العربية ، وتتبع نفس دين الوالد؟
لهذا، وجدت الموضوع جديرا بالبحث والتقصي،ويعرف كل منا – غالبا – مشكلة غلاء المهور في منطقته، إن لم يكن يعرفها في المناطق العربية الأخرى.
فهل يمكن أن نناقش معا هذا الموضوع، حتى يكون لنا،حيث يوجد بينناخلاصة المثقفين والواعين بصفتنا
أعتقد جازما أننا إن فعلنا شيئا من هذا، فإننا نساهم في حل مشكلة الزواج عند غالبية شباب الوطن العربي، وإن
لم نستطع مباشرة ، فإلى حين، أرجو أن لا يطول.
ونحن هنا:
إن الله سبحانه وتعالى، قد يسر الزواج ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " أيسرهن مهرًا أكثرهن بركة " .....
والنبي صلى الله عليه وسلم حينما زوج بناته زوجهن بأيسر المهور، لم يشترط لهن المئات ولا الآلاف، وإنما أخذ أيسر
المهور، وكذلك السلف الصالح، لم يكونوا يبحثون عن مال الرجل، وماذا يدفع، لأن البنت ليست سلعة تباع، إنما هي
إنسان، فليبحث لها الأب أو الولي عن إنسان مثله، إنسان كريم، كريم الدين، كريم الخلق، كريم الطباع، ولهذا جاء
في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه، تكن فتنة في
الأرض وفساد عريض ". (رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم وحسنه الترمذي).
وقد قالوا قديماً: " إذا زوجت ابنتك فزوجها ذا دين، إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها ؛ لأن دينه يمنعه، وخلقه يردعه، حتى في حالة الكراهية، (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن، فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا)
وإن الله سبحانه وتعالى، هو الذي يعلم بعواقب الأمور، لهذا فقد أمر الإسلام بالمسارعة بتزويج البنات، قال صلى الله عليه وسلم: " ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا حضرت، والدين إذ حل، والأيم إذا حضر كفؤها " ..
أرجو أن ينال هذا الموضوع، حقه من الدراسة والتمحيص، وأن يشترك به كافة إخواني وأخواتي في المنتدى، فيبحثون أسباب ارتفاع المهور في الوطن العربي، عسانا نستطيع بكلماتنا أن نؤثر على المجتمع، ولو بعد حين ، وحتى نطبق وصية الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال بما معناه: من استطاع الباءة فليتزوج. ومن هنا يتفرع موضوع أثر الزواج في تكوين الأسرة.
أرجو مناقشة الموضوع من كلا الذكور والإناث في منتدانا، المتزوجين وغير المتزوجين، ولو أنه يختص بالعزاب أكثر، وبأولياء أمور الشابات في الدرجة الأولى
ودمتم بخير