رزانٌ أيا رُزْءً رُزِأنَاهُ = أهاجَ حُزني وشقَّ الدمع مَجراهُ
يبكي عليك أبوكِ الحزنُ أحرقه = والهمُ أرَّقهُ والبينُ أضناهُ
تبكيك ثكلى بك الأثنين قد فجعت = يبكيك صخرٌ ونهرٌ مُرسَلٌ مَاه
يبكيك أهل وتبكي اليوم مدرسةٌ = يبكيك كل قرينٍ ثار ذكراه
يبكيك كل قريب زُرْتِ خاطرهُ = فمن فراقكِ عافَ النومَ جِفناه
ترثيكِ طيرٌ على الأغصانِ صادحةٌ = ينعيك وردٌ إذا ما شُمَّ فحواه
فرسانُ تبكي وفي جازان ملحمةٌ = أبطالها نفرٌ والطيرُ أشباه
هذِ الرزيةُ قد فاحتْ بوادرها = بأبي عريشٍ فصحت اليوم رباه
موؤدةٌ قتلت من غير ماجُــرُمٍ = كلا و لا منكرٍ يعلم الله
حمامة أيكٍ صادها بشعٌ = الله يسأله عن فعلِ يمناه
شبيهُ وحشٍ جسورٍ كاسرٍ بشعٍ = وفي الخليقةِ أضدادٌ وأشباه
عصفورةُ وقعت من سوف ينقذها = من بين مخلبِ ضبعٍ فاغرٍ فاه
لم تنفعنْ دمعةٌ كلا ولا نَفِعن = نداء بابا ولا صرخات أمَّاه
حتى إذا سُئِلوا ما بالها ذَبُلت = قالوا بأن ذاك أمر الله أمضاه
صحيحٌ هي الأقدارُ قدَّرها = ربٌ حكيمٌ وذا أمر علمناه
والصدقُ لو نطقوا لقال قائلهم = لكم صحيحٍ بأيدينا صرعناه
إن المريض إلينا سار مرتجلا = فليناد مناد شقوا مثواه
أين الرئيسَ ومسوؤلٌ أما علموا = أن الإله بطوشٌ حين يعصاه
أللدماءِِ هدرنا دونما ورعٍ!!؟ = فلنستحي نسأل الرحمن رحماه
قام الجميع لذي الأخبار منزعجاً = من بعد أن بلغ التفريط أقصاه
فلتنهضوا يا رجال الحزم ولتقفوا = موقفاً يحمد المكلومُ عقباه
إن الضعيف ومظلوماً لمرجعهُ = إلى جنان الرضا يا طيب مأواه
وللإله سجدت اليوم مبتهلاً = أن يسكنن طفلة في خير سكناه
وأن يُعقِبن صبراً ومفضلة = لوالدين هما للخطب رُكناه
ثم الصلاة على المختار من مضرٍ = والحمدلله ربي لست أنساه
الشاعر يحيى بن علي عطيف