شاعرنا يقال له "أبو ريشة" ولكنه في ميزان الشعر يطيش بشوامخ الجبال . . .
ولا أظن أن اسمه يخفى على العوام من الناس . . .
فضلا عن محبي الشعر المحلق في سماءات الإبداع .
هو شاعر وهبه الله غاية الدقة في تصوير المعنى الذي يريد . . .
وقمة المشاعر عندما يريد . . .
وتأثيرا بليغا في نفوس بل وعقول من يقرؤون له . . .
ذلكم هو عمر أبو ريشة الشاعر الذي لن نستطيع أن نطلق عليه إلا "عمر أبو ريشة" وحسب
وإليكم بعض إبداعاته
و في قصيدة أخرى قالها وهو مريض :
صوت يناديني وفي مسمعي
منه أغاني أمل ممتع
من أين لا أدري ولكنني
أصغي وهذا الليل يصغي معي
أختاه إني راحل فاهدئي
وزوديني بالرضا واهجعي
قوافل الأجيال قد لوحت
تومئ لي من أفق أوسع
أنا الذي ذوب أوتاره
وصبها برءا على الموجع
لي من حنايا سدرة المنتهى
متكئي إن ِئت أو مضجعي
لا ياضلال الروح لن أكتسي
منك جناحي حلم مفجع
كم أمنيات عفت أعراسها
مآتما تعول في مخدعي
وكم نشيد مسكر في فمي
قاطعته فانهل في أدمعي
حسبي إذا ألقيت طرفي على
أمسي صدمت القلب بالأضلع
هيهات لن يسمع هذا الدجى
بعدي حنين الوتر الطيع
ولن ينام الحب في مهده
على صلاة الشاعر المبدع
قبرة فوق ضلوع الضحى
غنت وولت ثم لم ترجع
ويقول في مقطوعة قصيرة واصفا ومعللا اتفاع قمة إفرست ....
حيث يقول :
إليك غير الظن لايرتقي
ياعصب الغيم على المفرق
لأنت مجلى الأرض في شوقها
إلى البعيد المترف الشيق
غازلها نجم غوي السنا
وهزها من خدرها الضيق
فانتفضت تهتف يا خصره
قرب ويا وجدي به طوق
فكنت منها اليد ممتدة
ولم تزل ممتدة ياشقي
وما هذا الإبداع إلا غيظ من فيض . .