السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
احييكم يا اخواني الاعزاء . ولكم وحشة حقيقة . ولكن شغلتنا الدنيا عنكم وعن منتدانا الجميل واقدم اسفي واعتذاري للغياب ...
.................................................. .................................................. ...........................
شائت الظروف ان اكون خارج المملكة قبل ايام . قد تستغربون ما ساقوله لكم ولكن هذا ما حدث .
كنت في دولة . لاتنقصها من الحظارة ولا ناقصة ولا ينقصها من الجمال اي شعرة ولا من الترتيب الا الزيادة فيه .. دولة كاملة من جميع الاساسيات والكماليات وووووووو . الله دولة ساحرة . ساحرة بالطبيعة والجمال ساحرة بالحظارة والدلال .... ولكن . اقولها ولكن بكل ما تملك هذه الكلمة من معنى .
اتصدقون ماذا تخيلتها . اتصدقون ماذا خطر ببالي . ..... خطر ببالي . امي الثانية . من هي امي الثانية . انها جيــــــــــــــــــــــــــــــــــــزان . كما احب ان اسميها . انا احب ان اسمي جيزان امي الثانية بعد امي التي حملتني وارضعتني .................
الله الله .. كنت انظر لناطحات السحاب . واتخيل بيتنا الشعبي في جيزان . واحاول ان اقارن . ففي عيني ترجح كفة ناطحة السحاب وفي قلبي وخيالي ترجح كفة بيتنا الشعبي ....كنت انظر للاحياء الفخمة . واتخيل قريتنا الصغيرة . واقارن والنتيجة واحدة ترجح كفة قريتنا . كنت انظر للطبيعة .
وتسحرني . ولكن ينبهني منظر حشائش قريتنا المتناثرة اليابس بعضها .. قد يتعجب البعض من هذا الكلام . ولكن هذي هي حقيقة ما شاهدت وتخيلت .........,.,., تخيلت مدخل طريق ابو عريش صامطة . وانا استقل الباص قادم من مطار تلك الدولة . انظر عن يميني وعن يساري فارى الاشجار العالية والعشب الاخظر الناصع.. واتخيل كأني قادم من ابو عريش الى صامطة وارى تلك التلال وحشائشة المتناثرة . الامطار تهطل على ارض كلها خظراء حتى انك لا تسمع صوت حبات المطر عندما تلمس الارض . ولكني اشم رائحة الرمال العطشانة وكأني لم اغادر امي الثانية .. كلما دخلت سوق . اشعر اني في سوق الاثنين او الخوبة او الاربعاء ( سوق ام صميل ) بالرغم من الفوارق الكبيرة والكبيرة جداّ بل لا توجد مقارنة بين السوقين . حقيقة لم اعلم سبب تلك التخيلات والافكار .
قلت وانا احدث نفسي الله ما احلاك ايتها البساطة ما احلى الفوضة احياناّ ما احلى العشوائية .. بعض الاوقات . حتى الفقر المتوسط له طعم احياناّ .. اتصدقون مع اني من الناس الذي ينظر للقات بانه كارثة على حبيبتي جيزان . ولكني تمنيته في هذه الدولة . تخيلت البيتزا . لحوح العجوز التي في قريتنا ..,.,.,., شوربة الخضار المخلوطة بالفطر الحارة الثقيلة .. تخيلتها حلبة امي بزيت سمسمها ( السليط ) .
كل شئ فعلته او قابلته او رأيته . او اكلته او شربته . تخيلت انه من حبيبتي امي الثانية .
اهو الحب لحبيبتي , ربما , اهي الامنيات لحبيبتي جيزان , اعتقد , اهو الشوق لها , اظن , اهي الحسرة عليها ,محتمل , اهي الشفقة بحالها . قد يكون .. اي شئ المهم . انها كانت معي في هذه الرحلة .رغم انني حاولت الاستمتاع بهذه الرحلة و نسيان حبيبتي و عشوائيتها .حاولت نسيان بساطتها . لكنها سبقتني وذكرتني بها .حاولت تقمص السائح المستمتع ولكن لم يكتمل استمتاعي الا بتخيلها ..
عندها تأكدت بل جزمت .ان جيـــــــــــــــــــــــزان . ساحرة . ليست ساحرة بحضارتها بل ببساطتها .
ليست ساحرة بطبيعتها الخلابة بل بعطشها . ليست ساحرة بمالها . بل بفقرها ..ليست ساحرة بترتيبها بل بفوضويتها ....... سحرتني تلك العشوائية العطشانة الفقيرة الفوضوية بملابسها الممزقة فاحببتها .
الله الله عليك ايتها الفقيرة العفيفة النحيلة ..... رغم العيوب احببتك رغم الشوائب عشقتك .
ارجوك لا تتغيري . ارجوك لا تتبدلي . فتضيع هويتك . .. دعيهم يقولون ما يشائون . اهم شئ ابنائك .
لو تغيرتي تغيروا ولن نستطيع اللحق بمن سبقونا . ولكن ابقي باصالتك.. صدقيني سيحاولون تقليدك ولكنهم لن يجدوا اصالتهم فهم رموها ونسيوها من زمان لذلك سيشعرون بالضياع فلا اصالة يجدونها . ولا حظارة يلحقون بها ... وعندها نضحك باستهزاء . ونقول الام مدرسة ...
احبـك يا هوى عـمري احبك ..... احبك مثل حب امي ياامي
جميلة لو جميـع الكـون سبك ...... مدام انك اصيلة لا تهمي
لا يهمك دام رب الخلق جنبك ... اذا شفتي الحسود جاك سمي
تحياتي .........................