كان يتحدث مع ابنه الصغير عندما توقفا لاشارة المرور وفجاة وقفت بجانبهما سيارة يقودها شخص في الخمسين من عمره تقريبا حيث غطى الشعر الابيض لحيته 0
كانت مفاجاة كبيرة للابن ووالده ليس توقف الرجل وانما الصوت الصارخ والصاخب الذي كان ينطلق من سيارة الرجل عبر موسيقى غربية صاخبة وبصوت مرتفع 0
حاول الاب ان يلفت نظر الرجل الى انه لايليق به ان يفعل ذلك خاصة وان المؤذن يوشك ان ينادي لصلاة الظهر الا ان ذلك لم يكن كافيا لشد انتباهه ولفت نظره 0
لم تكن علامات الاستغراب على الاب اقل من ولده حيث بدا يناقش والده ويسأل عن تلك الكلمات الانجليزية المصحوبة بموسيقى غربية وعن مدى فهم الرجل لمعناها بالاضافة الى رفع الصوت الى درجاته العليا 0
امام تلك الاسئلة قرر الوالد ان يضرب لولده مثالا في النصح والارشاد بعد ان اخبر ولده الصغير ان ذلك لايليق ولايتناسب ففيه مافيه من ايذاء للناس وتقليد اعمى 0
واضاف الاب لابنه ان هذا الرجل لايحق له ذلك ولايليق به وانه لاعذر له ابدا ابدا 0
لكن الابن الصغير قال لابيه لماذا لاتنصحه يا ابي !!
عندها قرر الاب ان يتبع الرجل لتنبيهه على الاقل ومحاولة نصحه ان كان ذلك مناسبا وعندما كان يتبعه توقف الرجل امام احدى البقالات ودخل اليها ليشتري حاجياته 0
وهنا انتظر الاب وابنه خروج الرجل لتقديم نصيحة او تنبيه حسب الموقف لكن صيحاتهم ونداءتهم للرجل ب يا عم ياوالد يااخ لم تجعله يلتفت اليهم 0
فسارعا بالتوجه اليه قبل ان ينطلق بسيارته وعندما شاهدهما استغرب ذلك ونزل من سيارته ليعرف ما الامر 0
وهنا قدم الاب نصيحة مهذبة للرجل لاشعاره بان مافعله ويفعله من رفع للصوت بموسيقى غربية وكلمات انجليزية عمل مرفوض وغير مقبول في الشوارع العامة0
لكنه كان يشاهد وهو يتحدث استغراب الرجل واشاراته غير المفهومة وعندما انتظر الرد من الرجل ولو بكلمة واحدة 0
كانت المفاجاة ان الرجل كان اصما وابكما ولم يكن يدرى بما يحصل لانه لم يكن يسمع شيئا وربما كان يسير وهو يذكر الله في سره حمدا ومجدا 0

عندها كانت الورقة والكلمة المكتوبة هي وسيلة الحوار لتنبيه رجل لم يقترف ذنبا حيث اوضح في كتابته انه رجل اصم وابكم وانه اخذ سيارة اخيه ولايدري بشيء من ذلك وقد اقفل التسجيل بعدان عرف الحقيقة مكتوبة من الاب وولده وشكرهما على ذلك0

يا الله لقد فهم الاب انه ظلم الرجل كثيرا وحكم عليه قبلا دون ان يعرف حقيقة الامر 0

ترى كم نظلم نحن عندما نحكم على الاخرين دون ان نعرف حقيقة الامر اونحاول معرفتها !

وكم نظلم ايضا عندما نتهم الناس لموقف شاهدناه او خبر سمعناها دون ان نتبين الحقيقة كاملة




منقول