يـا سـيـد الـوفـاء
حمود أبو طالبhttp://www.alwatan.com.sa/daily/2006.../writers02.htm
الوطن، ليس "دعوة"و"تذكرة" وإقامة في فندق..
الوطن.. ليس زياً مهترئاً، أكلت الصراصير أطرافه..
الوطن.. ليس مزايدة، أيها السادرون في المزايدات..
حين كان الوجع يستشري، كان الكثير منكم يقول:" الدنيا حلوة.. وكله تمام".. أعيد قولي، وأقول الكثير.
ولعلي أقول البعض..
هذا البعض، لم يكن يهمه غير الاستقبال والتوديع..
فقط، لكي يسجل موقف الحضور..
أرضنا كانت تئن..
وكنا نئن معها..
ليس لأنيننا فضل عليها، ولكنه قدر علينا..
دموعنا كانت تملأ الأودية..
وتستسقي السماء..
وتتسلل في عروق المتعبين،
المثخنين بالتصدع..
كانت القلوب المخلصة تبحث عن مكامن الوجع، وحين وجدته، تشبثت بتأريخها
أوسمة الأرض والسماء..
فتية آمنوا بربهم..
آمنوا بأرضهم..
آمنوا بأهلهم..
لم يكونوا يبحثون عن مهرجانات، واحتفالات، وبروتوكولات، بقدر ما كانوا حريصين على التربص بذلك
الوجع اللعين..
جئت يا أبا متعب من أقاصي الأرض، وهبطت في أقاصي التعب.. رأيت الذي لا يُرى، ولم يُر
وأولئك الفتية منذ ذلك المساء يصرون على أن يكونوا لائقين بجلال الموقف.
يا أبا متعب:
نستطيع أن نراك متى شئنا..
ونحن أهل لذلك، بما فيك وما فينا.. نستطيع أن نصافحك متى أردنا، ونتدفق بوحاً شفيفاً بين يديك..
ولكننا فوجئنا، بأن الذين تغوص أقدامهم في تراب الأرض وتتشبث قلوبهم بعروق الحب..
الذين لا يريدون "الفلاشات"
الذين يراودهم حلم لذيذ بأن تكون بينهم، ملكاً للقلوب، لم يكن لهم صوت في مهرجان النداء لك بأن تكون
بيننا، بين أبنائك..
لا يهم يا سيدي..
الذين صادرونا لهم منا كل الحب والإجلال..
المهم:
أن تكون بيننا موسماً استثنائياً للفل..
للحب.. للوفاء.. للانتماء..
هم ذهبوا إليك..
ونحن هنا نفرش الشرايين بين يديك..
كلنا انتظار يا سيدي