لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تهيؤ ........... إبداع جديد من النشر الى النقد

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فراس
    مستشار إداري
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    4,009

    تهيؤ ........... إبداع جديد من النشر الى النقد


    تهيؤ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فكرت أن أصنع شيئا أجذب به اهتمامه دون حاجة للكلام بيننا..
    للقاصة باشا مباركي

    صامتا أمامي ينظر إلى داخله .... وجه خال من التعابير... وظهره مستند على مقعد قريب منه .. كنت أرقبه بصمت وكان بين فينة وأخرى يلملم أطرافه... يجمعها وينشرها ..ثم يعود مستنداً على المقعد الخشبي.
    استغربت من هذا السكون .. ما أعرفه عنه أنه نادراً ماتطبق شفتاه على بعضهما... وففضوله يملأ كل ردهات الأزمنة.
    جلست أمامه وشوارع الليل الهادئة تصافحني كلما نظرت إليها من نافذة على يميني .. روائح المطاعم تحت منزلنا تغازل الأنوف ...صيحات المشترين في أول الليل تداعب سمعي .. وأصوات متفرقة ترتفع بالغناء في محاولة بائسة لمعاندة الصمت ...يستمر بعضها بإصرار ومكابرة غير أنه ما يلبث ان يهزم ويخبو.
    عدت إلى نقطة اهتمامي مازال متوسدا صمته .. عيناه الذابلتان...المتعبتان تشبه بندولاً ساعة تنتقل يمنة ويسرة ثم تعود لتتركز في المنتصف ... أنا جالسة في المنتصف أيضاً .
    ربما لاحظ شيئا غريبا فيَّ لم يرق له .. اعتدلت... اعتدلت بسرعة ونظرت إلى حيث يركز عينيه وجدت شعري كما هو دائماً فوضوي من الأمام نصفه الآخر متمرد إلى الوراء , والبقية خصل ثائرة تصطف في المقدمة في عناد ابدي من شدة وقوفها متراصة.
    عدت أتأمل هيئتي ...قدماي بكامل هيئتهما لا شيء يبدو لي غير طبيعي .. نهضت من مكاني لأبحث عن بقعة ربما يتلاشى منها برد العواطف ربما تنبض بمعنى الحياة و يحيط بها الدفء أجمل من هذه الظلمة..
    ..
    فكرت أن أصنع شيئا أجذب به اهتمامه دون حاجة للكلام بيننا.. وجدت الحل أن أصنع قهوة أصب فيها كل المرارة ربما تلسعه ويفوق من تحت هذا الغمام.
    ..
    للأسف لم تقم القهوة بالمطلوب. بل جعلته أكثر برودا.. بات يحدق في الجدار المواجه له والمليء برسوم وأوهام وأمان مبهمة .. ازددت حنقا وغيظا في استــئثار الجدار باهتمامه وتعلق أنفاسه . ويتركني.
    ..
    لم أيأس فكرت بكلام أمي التي دائما ما تطلق عليَّ المجنونة, ولهذا لم ترسل كل ملابسي حينما انتقلت إلى بيت زوجي, ترى بأنه سيعيدني إليها سريعاً. ومن المستحيل أن يطيق أحد هذياني الممزوج بالعناد.
    لكني لم أفعل شيئا ومازلت في حالة سلام وتصالح. طلقات جنوني لم أصوبها بعد,الصمت والخواء كالمتاريس التي تمنعني.
    كيف أمارس هواياتي الحمقاء في هذا الجو الخانق الضائعة منه الأحلام والآمال والطموحات .. تتداخل التواريخ والذكريات وتمتد عبر دقائق هذا الموقف الذي تتشكل فيه وشائج خفية أتجاوز بها حدود الزمن.
    هبطت إلى الأرض لأكون قريبة منه.. غيَّر وجهته وأخذ مجموعة من الأوراق يدون عليها أحلاماً زائفة وعوالم مليئة بالدفء والضوء والخوف.
    غروري منعني أن اتحدث إليه أو أسأله عن سبب صمته وإلقاء كلماته في قعر وادٍ سحيق وقد ارتفعت من حوله جدران شاهقة تفصله عن الدنيا بكل مافيها ـ بما فيها أنا ـ
    كان يتطلع حواليه ثم ترتد نظراته إلى الورق فقط.
    نهض أخيرا من عالمه وأخذ يقلب نظره متأملا الكتابات التي صنعتها يده . فقد سجل أسماء وتواريخ في أزمان مختلفة , صنع شخصيات ذات عواطف بسيطة وساذجة ربما هم أبطاله الحقيقيون . مستحيل أن ينافسوا مكاني داخل قلبه بما سأحرقهم أنصب لهم المشانق وأعلقهم إن اكتشفت ذلك.
    ترى مالذي دفعه لتسجيل شخصياته المتخيله؟ ألمجرد البوح أو لمجرد الهرب؟ ام ليقرأها آخرون .. فوضاه هذه تزيد من كبريائي و تجعلني لا أكترث به .. ولا أعيره أدنى اهتمام .
    وجدت بجانبي علبة من المناديل الملونة ذات رائحة معقولة هي من بقايا هدايا أمي منذ أيام عرسي القريب .. أخذتها ورسمت على الأول منها طيورا وأغصانا مائلة وقلوبا مترعة باليأس ونزاعا شائكاً بين زهرتي الياسمين والقرنفل..وسماء تمطر بغزارة وعُـشا صامدا لا يسقط ولا ينطق.. ذاك هو وجه سيدي الماثل أمامي .
    .. تناول من يدي لوحاتي البهيجة وحدّق فيها.. علم أخيرا أني أكرم منه رسمته في البداية كهيئة عش ولم أحاول أن أسلط عليه النسور لتسقطه .
    كنت أستطيع أن أفعل ..لكني لم أفعل ابتسم لأول مرة وهو يراني أمامه أرسم بنهم - ولم يعد يغرنيي - وصول رائحة الطعمية الحارة لأنفي, لأنها حين تصل أنقض عليه ليذهب ويحضرها إلي استمريت في رسمي الصامت وكلما انهيت منديلا علقته على جانب سريري . لوحاتي تراصت فيما بينها... زاحمت الشرشف المتدلي من على ذاك السرير
    نهضت من غفوتي المصطنعة .. وكأن أمي تحدثني أفيقي من جنونك , انهضي من سباتك متى سيكبر عقلك !!! متى..متى؟
    رفعت رأسي بمعدة خاوية وذهن تغلفه غشاوة نوم لم يكتمل .. تأملت مليا... ترى أين ذهب من كان برفقتي . !!


    المصدررررررر الاربعاء

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الحلم
    تاريخ التسجيل
    07 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    9,810

    مشاركة: تهيؤ ........... إبداع جديد من النشر الى النقد

    ربما هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذه القاصة...
    ومن خلال مشاركتها في فعاليات النادي الأدبي بجازان...

    ربما كان اطلاعي مقصرا...كماهو النادي الأدبي ذات يوم..

    ترى ...

    كم موهبة تغطيها رمال السهل ... وأخرى تدثرها خمائل الجبل...

    فراس...
    وأنت من قبل بالأمانة التي قلدك إياها النادي الأدبي...
    هناك من ينتظر فرصة... والأمل في الله أن تتاح على يديك..

    دمت لنا وفيا..

    تحياتي بلاحدود

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية محناب
    عبق الماضي
    تاريخ التسجيل
    05 2005
    الدولة
    [ صامطة - الخرج - الدمام ]
    المشاركات
    12,084

    مشاركة: تهيؤ ........... إبداع جديد من النشر الى النقد

    يا الله ماهذه العذوبه

    كلمات من ذهب تنصهر حروفها بمرارة الوجد والشوق
    لكي تنساب على هذه الصفحه
    جازان بخير وصامطة بألف عافيه مادامت تنعم بأقلام فياضة كهذه


    شكرا أخي فراس

    دمتم بود
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •