[r]
اهلا بالجميع ...
موضوع قرأته اليوم واعجبني كثيرا .. يتكلم عن الكسل والخمول الذي يعترينا في رمضان بسبب السهر .. ويقترح بتعديل اوقات الدوام والدراسه .. ويضرب المثل بالدول العربيه التي لاتعدل في برامجها في الشهر الفضيل .. وايضا يذكرنا برمضان اجدادنا رحمهم الله تعالى وكيف انهم يعملون في رمضان كباقي الاشهر ان لم يكن نشاطهم اكبر ..
من وجهة نظري انها افكار طيبه تحتاج الى نقاش جاد بين اهل العلم وولاة الامر حفظهم الله ..
صحيح ان الوقت قد يطول لتنفيذ هذه الافكار او الامنيات .. ولكن يكفينا ان نحدث انفسنا بذلك في الوقت الحاضر ...
الموضوع : الدوام المدرسي والوظيفي في رمضان بين الاستهلاك والإنتاج ..
الكاتب : د. يوسف الزامل ( 15/9/1424هـ ) ..
يأتي شهر رمضان المبارك، ويأتي معه انقلاب في نظام الحياة من حيث التفاعل الحياتي للسكان مع الليل والنهار، وذلك نتيجة للتغير الهيكلي في أوقات الدوام للموظفين والجداول الدراسية للطلاب والتلاميذ... والتساؤل الذي يطرح نفسه في مثل هذه الأيام المباركة: هل حقاً يريد منا الإسلام كل هذا الاضطراب، ويدعونا إلى كل هذه التقلبات في التعليم والحياة التي هي أشبه بالفوضى، وأقرب إلى التبذير والإسراف، بل ربما السفه والبعد عن الرشد …؟!.
إن الإسلام هو دين الاعتدال والفطرة والطبيعة التي خلق الله عليها هذا الكون، فهل يعقل أن يكون أحد أركان الإسلام شهر الصيام فيه قلب للفطرة كالذي نعمل هذه الأيام من تحويل الليل إلى نهار والنهار إلى ليل، والنوم في صباح الإنتاج والاستيقاظ في ليل السكون؟ أي شيء يعني أن يكون الدوام الوظيفي والمدرسي لا يبدأ إلا متأخراً ساعتين غير أن يدعي الناس صغيرهم وكبيرهم إلى أن يجعلوا برنامجهم الحياتي يتأخر ليلاً ساعتين أو أكثر؛ ليستيقظوا صباحاً كسالي مملوئين تثاؤباً وخمولاً، فاتري الوجوه ذابلي الأبدان؟ أم هل الصلاة في التراويح ½) ) نصف ساعة إضافية تبرر كل هذا التأخير وكل هذا(الطفش) الذي يشعر به أغلب الموظفين والتلاميذ في النهار؟ لماذا نجبر الناس عبر نظام لم يستشاروا فيه ولم يوعوا عنه ليصلوا إلى بيوتهم في وقت متأخر من النهار؟ هل سيكونون عند وصولهم في هذا الوقت المتأخر في أجمل أوقات اليوم ( الأصيل) إلا خاملين عن التفكر والتذكر الذي يريده الصيام، مشغولين عنه إما بالنوم أو باللهث لإعداد الإفطار والوجبات الدسمة المترفة…
إن الذي نسمع عنه في الدول الأخرى (غير الخليجية المترفة) أن الأمور تكون عادية وأن النظام ( الدوام) الوظيفي والمدرسي يظل كما هو في مصر والمغرب العربي والشام وسوريا وغيرها)؛ ليس لأنهم ليسو عرباً مسلمين؛ بل لأنهم لم يختاروا أن يجعلوا الحياة الرمضانية حياة غير طبيعية مضطربة، وربما منزعجة لقدوم الشهر الكريم…؛ ولقد كنا نصوم هذا الشهر في الدول الغربية، ونعيش حياة معتادة طبيعية منتجة، فيها الصيام والقيام دون أن تختل برامجنا الإنتاجية. والسؤال الذي ينبغي أن يسأله كل أحد منا ويلقيه إلى أهل الحل والعقد في بلدان الخليج هو: هل تريدون منا رمضان استهلاك وإسراف، أم رمضان إنتاج وعطاء؟ وهل نحن في الخليج أفضل عبادة وأكثر صلاة إذا قلبنا النظام الوظيفي والمدرسي؟ هل تم استفتاء الناس أو استطلاع المصلحة العامة حين قلب النظام قبل أكثر من 25عاماً، أم هل أصبح هذا النظام تراثاً ملتصقاً بالإسلام لا يمكن فكه عنه في بلاد الخليج؟ لقد كان الناس في هذا البلاد(قبل الطفرة) يصومون رمضان ويقومونه، وكانوا يعملون ويتعلمون مبكرين جادين نشطين، ويعودون بشكل طبيعي إلى منازلهم مبكرين منشرحين مسرورين مقبلين علي العبادة مستشعرين بروح الصيام مشربين بطيب العبادة..
ليت مجلس الشورى أو الهيئات الاستشارية والبرلمانية الخليجية تقوم بإعداد دراسة مستوفاة للأنظمة البديلة الوظيفية والمدرسة في رمضان؛ ليتم تبني الأصلح والأجدى والأكثر إنتاجية، ثم الأقرب إلى السنن الكونية الطبيعية؛ فمثلاً: لماذا لا يكون أمر الدوام الطبيعي علي العكس مما هو معمول به الآن بأن تبكر الوظائف والمدارس ½) ) نصف ساعة أو ساعة عن مواعيدها المعتادة في الأشهر العادية، ويخرج الطلبة والموظفين عند الظهيرة إلى منازلهم فيكونون بذلك متمكنين من الراحة في وسط النهار ثم الأعمال المنزلية والتعبدية في آخر النهار...
ثم ليت أوقات الإغلاق للأسواق تكون مبكراً حتى لا يسهر المجتمع علي الاستهلاك والبعد عن العبادة والإنتاج.
إننا ندعو المجلس الاقتصادي الأعلى والهيئة العليا للإصلاح الإداري للتدخل لإنقاذ هذا الشهر الكريم من الضياع في العبادة والإنتاج والعطاء، والذي يحدثه نظام الطوارئ في النظام الوظيفي والمدرسي في هذا الشهر العظيم الذي تعودت الأمة عبر تاريخها أنه يكون منه أجل انتصاراتها (بدر، فتح مكة،… إلخ) ..
المصدر منتيات فنان العرب[/r]