كثيرة هي المشاهد
التي تترك أثرها في نفسيات المشاهدين
فتعتصر قلوبهم لتسيل ألسنتهم مشاعر صادقة
تصور ذلك الموقف
وكان من ذلك ذلك المشهد الذي رأيته في أحد الجمعيات الخيريه
ليتيم جاء ينتظر كفالته الشهرية
وهو بثيابه المرقعة وهيأته المنكسرة
فأثر ذلك في نفسي فنظمت هذه الأبيات :
بعتمة الليل وارى الكل مأواه =وبت أسمع طفلاً بث شكواه
أنا اليتيم حروفي وسط حنجرتي =تقطعت كلما ناديت أماه
أنا اليتيم شعوري من يلملمه =ومن يرق لحالي من سيرعاه
أنا اليتيم حياتي كلها شظف =وذكرياتي تذيق القلب بلواه
أجوع أعرى أعاني من يواسيني ؟=وسوف يجزي عظيم الفضل مسعاه
أرى صحابي كأعمار الزهور لهم =أبوهم وأبي في القبر مثواه
لهم مع العيد ألعاب وتسلية=لهم ثياب وثوب اليتم أكساه
ياذا اليتيم ينادوني به أبداً =ياذا اليتيم نداء المر أدعاه
ياذا اليتيم نداء لا أحبذه =لكنني رغم أنفي سوف ألقاه
كم يلسع البرد أطرافي وخاصرتي =فأرتدي من ثياب البؤس أوهاه
ويأكل الجوع أمعائي فأسكته =بلقمة ٍ لا تقم للصلب مبناه
وألمح الناس يومي بعضهم بيدٍ =إلى شموخي وكيف اليتم أبلاه
ووالدي إن تراءى في مخيلتي =بقسوةٍ تدمي الأحشاء ذكراه
فويحه اليتم آمالي يبعثرها =بلا اكتراثِ تبدى في محياه
وويحه اليتم لما صاح في أذني =وكسر الحلم في وجهي وألقاه
وويحه اليتم أنساني حنان أبي=وكنت أحسب أني لست أنساه
ويرسم الحزن في وجهي بريشته=ملامح البؤس والإيناس واراه
الكون يعرفني لكنني حزناً =أحس أني غريبُ في ثناياه
من القصيدة بتصرف
صدى الوجدان