منذ الطفولة كانت ترتسم أمامي علامات التعجب على ما أسميه ذوبان الهوية الجيزانية لأبناء المنطقة، فمنذ أن يطأ القروي تلك المدن الكبيرة الجافة جفاف صحراء نجد القاحلة .. حتى يجد نفسه منبوذاً ملاحقاً نتيجة لهجته ولبسه واسلوبه البسيط.
فتراه محاولاً الاستماته في طمس هويته التي تميزه عن غيره .. ولكون الكثير من القرويين والبسطاء قد كان زحفهم الشديد نتيجة قلةالخدمات على المنطقة الغربية وبالتحديد لمنطقة جدة نتيجة تعدد الثقافات والأعراق في تلك المدينة .. فتراهم يؤثرون التحدث بلهجة أهل جده خوفاً من افتضاح أمرهم .. وتراه يتصبب عرقاً عند سؤاله ذاك السؤال المعهود "أبك وش انت من لحية؟"
تجهيل متعمد وتذويب لهذه الهوية تبدأ من الاستهزاء والسخرية باللهجة انتهاءً برسم كاركتر وشكل معين لأبناء هذه المنطقة لاتعدو كونها قذرة لاتعترف بذوق ولا بهندام .. وتمضخ شيئاً وتبصقه هناك.
تلك للأسف هي الشخصية المرسومة في أذهان هؤلاء الأجلاف الذين نسوا أن منطقتنا كانت دولة مستقلة "الأدارسة" منذ أن كانوا يتقاتلون على بعير في تلك الصحراء القاحلة.
وإن منعوا أصواتنا وقمعونا كجزء من هذا الشعب له خصوصيته ومكانته وثقافته ومنعوا عنا أكبر المناصب سنظل ننتمي لهذه الأرض .. وسنفخر بأننا من أهل جازان .. وسنرقص على ظلال الخناجر تحت أصوات المعشى والسيف .. لن تمضحل هذه الثقافة إلا عند ضعاف العقول "وزكاة" المنطقة ممن لا يلتمسون هوياً ولا انتماءً لأرضهم.
ستظل جازان "صامطة" صامدة كما سميت وكما كانت تحت أي هجمة ثقافية لتذويب هوية أبناءها.
كل الود.
منقود