الهدف الوحيد في هذه القنوات هو شهوة المال الحرام والأرباح الخيالية التي تأتي عن طريق تحنيط وتخدير عقول وقيم الشباب، فلذات أكبادنا. فالمؤسسة الإعلامية بدلا من التربية والتوعية والتثقيف والتوجيه الأخلاقي والديني، نراها بدلا من كل هذا تبث السموم وتحرض على الفسوق والانحلال الخلقي. فالفضائيات تحقق الأرباح، لكن بأية وسيلة؟ وعلى حساب من؟
الشباب في هذه المرحلة يحتاج إلى إعلام هادف يقوم على نشر القيم والخصال الحميدة وعلى تقديم مادة هادفة تساعد الشباب على تكوين شخصيته وتكوين ثقافة عامة يفهم من خلالها ما يدور من حوله سواء محليا أو إقليميا أ
لكن هل يعني هذا تقديم رسالة إعلامية هابطة للشباب بحجة أن «هذا ما يريده الشباب ويتلاءم مع أذواقه وحاجاته» هل يحق للمؤسسات الإعلامية والمسؤولين عليها للقائمين بالاتصال تذويب شبابنا في ثقافة الغير؟ هل يحق لنا تهميش وتسطيح أصالتنا وثقافتنا وهويتنا وشخصيتنا؟ هل يحق لنا تغريب شبابنا وسلخه من جذوره الحقيقية ومن قيمه العربية الإسلامية؟
وهكذا نلاحظ ظهور فضائيات غنائية هابطة همها الوحيد هو تحقيق الربح عن طريق السماح للغزل والمعاكسات مباشرة وعلى الهواء. ففي الوقت الذي ينتظر فيه المجتمع المؤسسة الإعلامية بأن تقوم بدور التثقيف والتعليم والتربية وزيادة معارف وعلوم النشء يفاجأ بانتشار مؤسسات إعلامية تستمد مقوماتها وقيمها من مجتمعات وأوساط غريبة عجيبة بعيدة كل البعد عن المجتمع العربي الإسلامي.
العبارة التي أصبحت متداولة في أوساط أصحاب تجار الفضائيات الهابطة هي «الجمهور عاوز كده»
فإذا عودنا الجمهور على مادة إعلامية محترمة، هادفة تسهم في تكوينه وتكوين شخصيته وتساعد على تطوير ثقافته السياسية وثقافته العامة فهذا الجمهور يبحث عن المادة الإعلامية الجادة والإعلام الهادف.
أما إذا تخلى أصحاب المؤسسات الإعلامية عن المسؤولية الاجتماعية للإعلام ولم يلتزموا بمسؤولياتهم إزاء المجتمع وذهبوا يبحثو عن غرائز المراهقين وإثارة شعورهم وعاطفتهم وأحاسيسهم في هذه الحالة يعتبر تجار القنوات الهابطة مجرمون يبثون السموم في المجتمع وفي أكبر وأهم شريحة اجتماعية.
حيث يجب على المجتمع الاسلامي أن يتحمل مسؤوليته ويعارض ويقاطع جملة وتفصيلا الممارسات اللاأخلاقية التي تقوم بها القنوات الهابطة والتي لا تمت بأي صلة للقيم والمبادئ والأخلاق العربية الإسلامية. فالموضوع يتطلب وقفة جادة وموقف واضح وصريح لوضع حد للتلاعب بعواطف وغرائز فلذات أكبادنا.