ارتبط الانسان العربي ارتباطا وثيقا بالابل الذي كانت رفيقا له في حله وترحاله وقد كرم الله الابل حينما قال تعالى في محكم التنزيل (أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت) وجاء وصف البدوي للابل: (ان حملت اثقلت وان سارت ابعدت وان حبلت اروت وان انحلت اشبعت)، وتجلت قدره الله في ذلك المخلوق العجيب الذي جمع كثيرا من الصفات والخصائص الجسمية التي قلما تجتمع في مخلوق واحد، وكانت الابل سفينة الصحراء رمزا للشموخ والعزة والاباء والمنعة
أن لبن النياق يتحدد حسب عمر الناقة ونوع الغذاء التي تتغذى عليه اضافة الى كمية الماء الذي تتناوله وامور اخرى ثانوية ويحتوي لبن الناقة على مواد وانواع عديدة من الفيتامينات ويصدق البدوي حينما يقول (قر طوع يطرد الظمأ والجوع) وقد ثبت طبيا ان لبن النياق له قابلية في علاج امراض الاسنان ومقاومة السموم وبعض امراض الجهاز الهضمي وامراض اخرى عديدة
و ان البدو عرفوا ان هذا الحليب لا يزال محافظا على قيمته ليس فقط كغذاء وانما كدواء حقيقى للعديد من الامراض ويعيد الصحة والبنية القوية وقوة العظام والاسنان.
و ان النوق تبدأ في ادرار الحليب بعد الولادة مباشرة وتستمر فترة الادرار ما بين 9 الى 18 شهرا وبمتوسط انتاج ما بين 1 الى 8 ليترات يوميا وذلك حسب موسم الحليب وفصل التغذية والرعاية العامة لها.ومن غرائب حليب النوق انه لا يحلب الا بعد ان يرضع منه الحوار «الجمل الصغير» حيث لا يمكن ان تتم عملية الحلب الا بعد استدعاء الحوار للرضاعة اولا ثم يتم حلب الناقة ويوضع حليبها في اوعية معدنية ويشرب ساخنا واذا ترك لاحقا وجب غليه. و ان حليب النوق يشبه بصورة عامة حليب الابقار والماعز من حيث القوام الخفيف وحليب الجاموس من حيث بياضه الناصع كما ان حليب النوق طعمه حلو ومائل للملوحة لذا يقوم البعض بتحليته بالسكر كما يوضع عليه الزنجبيل ليعطيه نكهة مختلفة ومحببة تقلل من الاحساس بالملوحة وترجع اللزوجة في حليب الابل الى احتوائه على اعداد هائلة من الحليبات الدهنية متناهية الصغر حيث ينعدم تكون طبقة القشدة على سطح الحليب لان حبيبات الدهن تتوزع في الوسط اللبنى مما يجعل من الصعب انتاج زبدة او سمنة او جبنة على درجة عالية من الجودة.