تونس: الحجاب•• ممنوع!
عقبة بن نافع آخر شاهد على خراب القيروان
عبّر حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس عن رفضه ارتداء التونسيات للحجاب في مختلف المؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات. وقال الأمين العام للتجمع الهادي المهني: "إذا قبلنا اليوم الحجاب فقد نقبل غدا حرمان المرأة من حقها في العمل والتصويت ومنعها من الدراسة، وأن تكون فقط أداة للتناسل والقيام بالأعمال المنزلية''.
وحذّر في نفس السياق من أن عودة الحجاب إلى تونس سيُرجع ''التقدم في البلاد خطوات إلى الوراء، وينال من أحد المقومات الأساسية التي يقوم عليها استقرار المجتمع''. وفي مطلع كل سنة دراسية جديدة، تؤكد السلطات التونسية على منع ارتداء الحجاب وتجبر الطالبات المتحجبات على توقيع التزام بخلعه. وللإشارة، فقد منعت السلطات التونسية ارتداء الحجاب في تونس في عام 1981, حيث أصدرت مرسوما عُرف بـ''منشور 108'' منعت بموجبه ارتداء ما أسمته اللباس الطائفي، موازاة مع العودة المكثفة للحجاب في تونس. وتؤكد هذه الخطوة مواصلة سياسة القمع والتضييق على الحريات التي تمارسها تونس تجاه مواطنيها، وهو ما استدعى تنديد العديد من مؤسسات الحريات وحقق الإنسان في العالم، لاسيما وأن تونس تشهد تضييقا كبيرا لهامس الحريات السياسية والإعلامية. وفي حين تزداد الحملة المعادية للإسلام شراسة وحدة، ما بين تصريحات البابا بينيديكتوس 16 ورئيس الحكومة الإسباني السابق خوسي ماريّا أثنار، وقبله تصريحات جورج والكر بوش التي وصفت المسلمين بالفاشيين، وسياسات الجمهورية الفرنسية الخامسة، وعلى رأسها ساركوزي، لمحاربة المظاهر الدينية الإسلامية، تؤكد الحملة التونسية لمحاربة الحجاب أنها اختارت لنفسها صفا غير صف جمهور العرب والمسلمين الذين يحترمون ـ على الأقل ـ الحجاب الإسلامي ولا يرون فيه مظهرا من مظاهر الطائفية أو الإرهاب والرجعية. ومن مفارقات الأشياء أنّ الحركات الإسلامية في العالم إضافة إلى مختلف الجمعيات الدينية والأحزاب السياسية نددت بإصدار فرنسا قرار حظر الحجاب في المؤسسات التعليمية، ولكنها لا تكاد تُسمع صوتها إذا تعلّق الأمر بإجراء مماثل تقوم به دولة إسلامية لها رصيد حضاري كبير ومؤسسة تعليمية (جامع الزيتونة) نافست لفترة طويلة جامع الأزهر بمصر والقرويين بفاس، وكانت منارة علمية انعكس نورها على كل من إفريقيا والأندلس. وسبق وأن ذكرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن عددًا من طالبات التعليم الثانوي مُنعن من اجتياز امتحانات نهاية العام بسبب ارتدائهن للحجاب. وبلغ حجم ''العداء'' السلطات التونسية للحجاب إلى درجة شنّ حملة مداهمات لمحلات تبيع الدمية ''فلة'' بدعوى أنها يمكن أن تشجع الفتيات الصغيرات على ارتداء الحجاب. وقالت المصادر إن رجال الأمن صادروا جميع الأدوات المدرسية التي توجد عليها صورة ''فلة''، على غرار الحقائب المدرسية، وحاملات الأقلام، والكراسات التي تحمل على أغلفتها صور ''فلة''. وموازاة مع ذلك، ذكر عدد من التربويين وأصحاب محلات بيع القرطاسية في تونس، كانوا قد اشتكوا خلال الأعوام الماضية، من وجود صور فاضحة على أغلفة الكراسات والدفاتر المدرسية، وفضّل بعضهم أن تلحق بهم الخسارة المادية، على أن يوزعوا دفاتر وأدوات مدرسية تسيء للأخلاق العامة، حسب رأيهم، وذكر بعضهم أنهم كانوا يتركونها في المخازن، ولا يقبلون توزيعها على أطفال في مقتبل العمر. وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد انتقدت واقع الحريات التونسي في بيان أصدرته أثناء انعقاد القمة العالمية حول مجتمع المعلومات، فإنها تعهدت بدعم الإصلاحات التونسية، حيث قال الرئيس الأمريكي جورج بوش في برقية وجهها إلى نظيره التونسي زين العابدين بن علي: ''الولايات المتحدة تعلن دعمها الكامل لجهودكم الرامية لتحقيق الامتياز في مجالات نشاط جديدة بهدف تحسين آفاق الحرية والأمن في تونس وفي منطقة المغرب''•؟
المصدر
منقول من احدى الجرائد الجزائرية