مخاوف من تسييل محافظ مع ملامسة المؤشر لـ10 آلاف نقطة ... هيئة سوق المال بعد أشهر عدة لم ينجح أحد!
جدة - ياسر رشيد الحياة - 17/10/06//
خمسة أشهر متواصلة قضاها عبدالرحمن التويجري رئيساً لهيئة سوق المال، خلفاً للشخصية الأكثر جدلاً في ما مضى في السوق السعودية جماز السحيمي، من دون أن تحرك السوق ساكناً أو تعدل مؤشراتها عن رأيها في الانخفاض المتواصل، على رغم اتخاذ مجموعة من القرارات المهمة، إلا أنها لم تسفر بدورها عن أي حال اقتصادية إيجابية داخل السوق.
وبعيداً من ضجيج السوق ومطالبات المتداولين سابقا وحالياً، وحقيقة التلاعب والمضاربات الوهمية، وتحميل المسؤولية للمديرين والمسؤولين والقطاعات، رحل جماز السحيمي رئيس هيئة سوق الأوراق المالية، عندما وصلت السوق إلى 10 آلاف نقطة، بعد أن كانت 20 ألف نقطة، واليوم، وبعد مضي خمسة أشهر على تعيين خلفه عبدالرحمن التويجري، تغلق السوق أبوابها ولم تتجاوز 10 آلاف نقطة أيضاً.
وبلغة الحسابات الاقتصادية والقرارات الإيجابية، لم تخرج سوق الأسهم من أزمتها الحقيقية التي وقعت خلال فترة الرئيس السابق، ولم يستطع خلفه التويجري تجاوز تلك الأزمة، على رغم ما ذكرناه عن دعم السوق بمجموعة من المحفزات المالية العالية، والقرارات الحكومية في الساحة الاقتصادية، والمدن الصناعية الجديدة التي أعلنت عنها الدولة، والتي كانت كفيلة في وقت سابق بإضافة ما لا يقل عن 5 آلاف نقطة للمؤشر. على رغم ذلك كله، بقيت السوق والمتعاملون خارج إطار حسابات المحفزات المالية والاقتصادية، غير قادرين على التجاوب مع أرباح الربع الثاني، ومن بعده الثالث، والتوقعات الايجابية لأرباح الربع الأخير من العام، وكل المؤشرات تؤكد أنها إيجابية استناداً للحال الاقتصادية الجيدة، والمعدلات الكبيرة لأسعار النفط العالمية. لقد كانت الأصوات تتعالى ضد السحيمي، الذي شهدت السوق خلال فترة ترؤسه أكبر معدلات نموها وربحيتها، واليوم يأتي التويجري ليقوم بالدور الصعب، وسط ظروف هُيئت لوجوده من دون اختلاف مع الآخرين، وبشفافية أعلنها أكثر من مرة من دون أن يلتفت إليه أحد.
اليوم يتحدث المتعاملون والمتداولون عن أن سوق الأسهم ومن يعمل داخلها، يجب ألاّ تحركهم أو تتحمل قراراتهم العواطف والمشاعر، ولا تسيرهم حالات الغضب والاستياء، فرؤساء الهيئة ليسوا مدربي منتخبات، والمستثمرون ليسوا لاعبين، والإعلام يجب أن يكشف ويناقش ويوضح سبب نزف السوق المستمر، وبتلك الأعداد الكبيرة من النقاط.
المختصون والمحللون بدأت أصواتهم تتعالى، محذّرين من تسييل جديد للمحافظ بسبب القروض والتسهيلات البنكية، خصوصاً مع فقد السوق ألف نقطة خلال تداول اليومين الأخيرين، وملامسة المؤشر لـ10 آلاف نقطة، وإذا ما حدث ذلك فإن السوق ستمر بـ «أزمة» أو «انهيار» جديد، يعيد للأذهان ما حدث في «انهيار» شباط (فبراير) الشهير.
رابط الخبر
http://www.daralhayat.com/arab_news/...b54/story.html