هَلُمَ بنا كي نسرقَ ذاك البعيد فلا زال في العُمرِ ما يُسعف
هَلمُ ما انفكت همهماتُهُ تُشيعُ ذاكَ الضوءُ المُسرف
قالها ثُمَ اختفى؟
سأكتُبُكَ لا أبا لي إن تَنحيتُ بعدك
فإن حضرتَ قصيدةً أو غبتَ نثراً
صاحت سمائي تستعطِفُ آخر ما تبقى منك
أوتاري عزفت وما من قائدٍ يُرشدُها ولكن ببالي أنها لحنُ الأساطير
هُناكَ خُلقت زهرةُ ُ ثم ماتت..نعم ماتت وهي بإنتضار أن تنشُرَ العبير
وهُناك صُلِبَ الغرامُ الذي رفضَ أن يُحولَ من أميرٍ إلى أسير
وهُناك الملاكُ الذي عاشَ في زمنٍ مرير
وهُناكَ طيرُ ُ رفضَ أن يطيرَ بجُنحٍ كسير
سأكتُبُكَ لا أبا لي إن تَنحيتُ بعدك
فإن حَضرتَ قصيدةً أو غِبتَ نثراً
إن كُتِبَ لي أن أعيشَ حتى لـــُــقياك فسأكون أول من يضربِ الناقوس
أولَ من يقتُلُ الطُقوس... أولَ من يكســِرُ الفؤوس...أول من يَزفُ العروس
أول من يُحيي بقاياَ النفوس التي وإن ماتت ما زال في عينيها صورةُ ُ لم تُلون بعد
سأكتُبُكَ لا أبا لي إن تَنحيتُ بعدك
فإن حضرتَ قصيدةً أو غبتَ نثراً
قلمي لم يُخلق إلا من أجلك... ولو لم تكُن رحلت لما كُنتُ تعلمتُ الكتابة ولو لم تكُن رحلت لما تعلمتُ لحن الصبابة
قلمي عزفَ زمناً ....صاحَ حُزناً وقال:ما بداخلي من حبرٍ نُقَسمُهُ نِصفُ ُ لها والِنصفُ الآخرُ لها
لأجلِ ذكراها تركتُ مِحرابي لأجلِ مالكَ منها غنيتُ ألحاني وإن كانت صلاواتي ستأتي بها فلك صلاوتي
لك دُعائي لك ما شئت من زفراتي ..لكَ ما شئتَ من تنهُداتي
سأكتُبُكَ لا أبا لي إن تَنحيتُ بعدك
فإن حَضرتَ قصيدةً أو غِبتَ نثراً
هُنا غابت شمسُنا وانكسف القمر..هُنا وئدتّ أحلامُنا وجفَّ الحبرُ
هُنا ا ُ رسِلُ أناتي لعلها تَسمعُك أو عُذراً تسمعُها ...
سأكتُبُكَ لا أبا لي إن تَنحيتُ بعدك
فإن حَضرتَ قصيدةً أو غِبتَ نثراً
لو علمتَ ما كُنتَ تاركي وسطَ الحريق
لو أرخيتَ سمعكَ لكُنتَ سامعً بعض النقيق
لو كانَ قَلبُكَ صادقاً ما آثرَ النومَ العــــميق