بسم الله الرحمن الرحيم
المـمـلـكة الـعـربية السـعـودية
وزارة التربية والتعليم
إدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا
مركز الإشراف التربوي بمحافظة بيش
قسم التوجيه والإرشاد
ورقة عمل مقدمة في الدورة التنشيطية التي عقدت في الفترة
من 27/8 إلى 2/9/1426هـ بإدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا
بعنوان :
بدء العلاقة الإرشادية( المقابلة الأولى )
من إعداد مشرف التوجيه والإرشاد
بمركز الإشراف التربوي بمحافظة بيش
ضيف الله محمد حسين مهدي
بدء العلاقة الإرشادية ( المقابلة الأولى )
المقابلة الأولى : Initial Interview
إن المسترشد حين يمشي خطواته الأولى إلى مكتب المرشد يعتريه جانب من القلق والخوف ، فهو أشبه بمن يقبل على تجربة جديدة ، مع فارق آخر هو :
أن مسترشدنا يمشي خطواته ومعه مشكلة أو مشغلة قد تكون هي أصلا قلقه أو خوفه أو حزنه 00 وهاهو المرشد قد أعد لمقابلة المسترشد ، وليبدأ علاقة مع شخص ربما ـ وهذا هو الأغلب ـ لم يسبق له معرفته ، وإن كان في بعض الأحيان يكون قد رآه أو عرفه إنها الخطوات الأولى التي سيبدأ بها المرشد مع المسترشد علاقته 0 يبني عليها المرشد كثيرا من خطوات عمله وتوقعاته ، وهو يود أن تأتي كما يتمنى : دافئة ، مترفقة ، لا زيف فيها ، تشيع الأمن في نفس المسترشد وتقول له : هذا المرشد يهتم بمشكلتك ، ويقدرك كإنسان ، وهو جدير بثقتك 0 فإذا نجحت الخطوة الأولى ـ والتي يطلق عليها المقابلة الأولى ، أو مقابلة التهيئة ـ فإن توقع المرشد لنجاح عمله مع هذا المسترشد يكون عاليا ، أمّا إذا لم تنجح هذه الخطوة في تكوين علاقة الألفة بين المرشد والمسترشد فإنّ عملية الإرشاد قد لا تمضي بعيدا عن هذه الجلسة 0
إن اصطلاح المقابلة Interview قد يحمل إلى أذهان البعض تلك الصور التي عهدها في مقابلات الاختبارات ومقابلات الالتحاق بالمعهد أو بالوظائف 0 ولهذا ستكون مقصورة في الاستخدام لتلك الجلسة الأولى بين المرشد والمسترشد لما لها من طبيعة جمع بعض المعلومات عن المسترشد ومشكلته 0 أمّا باقي المقابلات في عملية الإرشاد التي تعقد بعد ذلك بين المرشد والمسترشد فسوف يكون تسميتها جلسات الإرشاد Counseling Sessions
وفيما يلي عرض لبعض الجوانب المتعلقة بالمقابلة الأولى :
1ـ موعد المقابلة :
يحتاج المرشد أن يحدد موعدا لمقابلة المسترشد ، ويكون المسترشد على علم بهذا الموعد الذي يشتمل على اليوم والتاريخ والساعة ، ويمكن إعلام المسترشد مباشرة عندما يحضر لمكتب المرشد ( بمعرفة المرشد نفسه أو السكرتير ) ، أو إخطاره عن طريق الجهة التي أحالته إلى المرشد 0 إن المرشد الذي يتصور نفسه في موقف المسترشد ، حيث يأتي لموقف الإرشاد في خطواته الأولى يحمل إمكانية حل مشكلته من عدمه 0 هذا المرشد لن يتهاون في الاستعداد لمقابلة المسترشد في الوقت المحدد تماما 0
إنه أول الانطباعات التي ترسخ لدى المسترشد حول هذا المرشد ، وهي رسالة تحمل للمسترشد اهتمام المرشد به ، والاستعداد لبحث مشاغله ، والتزامه بالمسؤولية ، وإخلاصه في العمل ، وفي نفس الوقت فإن هذا السلوك الملتزم بالوقت يتيح أمام المسترشد نموذجا سلوكيا قد نحتاجه كجانب علاجي وخاصة مع الطلاب الذين قد تكون مشكلتهم الأساسية هي عدم القدرة على تنظيم الوقت 0 وإنما يمتد ذلك لكل الجلسات التالية في الإرشاد 0 وفي تحديد المقابلة الأولى يحتاج المرشد أن يقدر إلحاح المشكلة إذا كان على علم بها مثلا ( الحالات التي تحال لوجود مشكلة انفعالية حادة ) 0 ويجب ألاّ يكون الموعد المحدد بعيدا لمعرفة المرشد بحاجة المسترشد لمساعدته 0 ( الشناوي ، 1996 )
2ـ مكان المقابلة : ( بيئة الإرشاد )
تلعب البيئة التي يقوم فيها المرشد بعمله الإرشادي مع المسترشدين دورا كبيرا في نجاح العملية الإرشادية ، ولا ننسى ونحن نهيئ بيئة الإرشاد والتي تتمثل أساسا في مكتب المرشد وما يعتريه من مشاعر وانفعالات حين يأتي إلى مكتب المرشد ، والبيئة المطلوبة هي التي ستشع في المسترشد الإحساس بالدفء ، والود 0 ورغم أن بعض الباحثين يرى أن المرشد الماهر يمكنه أن يعمل تحت أي ظروف ، إلا أنه من الأفضل ـ طالما توفرت الإمكانيات ـ أن يهتم المرشد بإعداد البيئة التي تساعد على تكوين مشاعر الأمن والطمأنينة في نفس المسترشد لقد اهتم كثير من الباحثين بأهمية تهيئة المكان الذي يتم فيه الإرشاد وعلاقته باستجابة المسترشدين في الإرشاد 0
ففي دراسة قام بها ( هاس وديماتيا 1976 ) حيث درس الباحثان تأثير حجم الغرفة ، وترتيبات الأثاث على التعبير اللفظي والاستجابة اللفظية للمسترشد 0 وقد أوضحت الدراسة أن الغرفة الصغيرة أدت إلى خفض عدد الإشارات الموجبة للذات من جانب المسترشد 0 وفي دراسة قام بها ( شايكين ديرليجا وميلر 1976 ) تبين لهما أن الانفتاح الشخصي ـ والذي يعتبر من المحاور الأساسية في الإرشاد ـ من المسترشد يزداد فيه الجانب الودي بشكل كبير عندما تكون الحجرة ( مكتب المرشد ) ذات تأثيث روعي فيه البساطة عما لو كانت ذات تأثيث معقد 0 كذلك اهتم باحثون آخرون بدراسة ترتيب المقاعد ومكان الجلوس وعلاقتها ببعض جوانب العملية الإرشادية 0
ومن دراسة أجراها ( برمكان ومولر 1973 ) حول ترتيبات الجلوس اتضح للباحثين أن الأفراد الذين كانوا يتصفون بالسلبية والاعتماد على غيرهم ، وكذلك الذين يبدون تحفظا مع ذوي المكانة يفضلون وجود مسافة أكبر بين المقاعد ، على حين أن الأشخاص الذين يميلون للسيطرة ولديهم الثقة في أنفسهم والاستقلالية يفضلون الجلوس في مقاعد متقاربة 0 لكن اتساع الغرفة وتأثيثها من الأمور التي قد لا يستطيع المرشد التحكم فيها ، ويجب ألاّ يشغل نفسه كثيرا بها ، فقد يهمنا في حجرة الإرشاد أن تتوافر فيها الطمأنينة للمرشد ، والخصوصية بحيث لا يكون هناك مقاطعات للعمل الإرشادي ، ويمكن للمرشد أن يحول مكالماته الهاتفية إلى السكرتارية أو أن يفصل جهاز الهاتف 0
كما ينبغي ألاّ تكون هناك مقاطعة للجلسة الإرشادية بدخول أشخاص إلى الغرفة 0 وليس هناك أسوأ بالنسبة للمسترشد وأيضا للمرشد من توقف المرشد عن الإرشاد للرد على مكالمة هاتفية أو مقابلة شخص ثم يعود إلى الجلسة ليقول للمسترشد : أين كنا في الحديث ؟ أو هيا نعود إلى ما كنا نتحدث فيه 0
أمّا الأثاث فيكفي في الغرفة مقعدان مريحان معدان لاستخدام المرشد والمسترشد ، وإذا استخدم المرشد المقعد الذي يجلس عليه عادة خلف مكتبه فإن عليه أن يجلس المسترشد بجانب المكتب وليس في الناحية الأخرى منه 0 وتعتبر المسافة التي تفصل المرشد عن المسترشد هامة ، إذ يجب ألاّ تكون كبيرة فتؤدي إلى إحساس بالتباعد ولا أن تكون قريبة لدرجة تجعل المسترشد لا يشعر بالارتياح ، وقد تكون المسافة في حدود متر وربع مناسبة ، وقد تقل عن ذلك قليلا 0
كما يفضل أن يكون المقعد الذي يجلس عليه المرشد من النوع الذي يدور في كل الاتجاهات ويمكن تحريكه بسهولة للأمام وللخلف ، ويميل البعض إلى استخدام منضدة صغيرة تفصل بين المرشد والمسترشد ، بينما يرى البعض أن مثل هذه المنضدة تمثل حاجزا 0 ويفضل في غرفة الإرشاد ألاّ تعطي الصورة الرسمية التي تضفي على المسترشد شعورا بالرهبة عند دخولها وأن تكون باعثة على الارتياح ذات ألوان هادئة خالية من مشتتات الانتباه مستوفاة لشروط التهوية والحرارة المناسبة 0
وأن يكون مكان الجلوس بحيث لا يسمح بسقوط أشعة الشمس مباشرة أو في مقابل أجهزة التكييف ، حيث يتضايق البعض من هذه المؤثرات ، كما يجب أن تكون الإضاءة هادئة وغير مباشرة 0 ويرتبط ببيئة الإرشاد إمكانية حفظ الملفات والمستندات والتي تحتوي على معلومات تخص المسترشدين يحتاج المرشد إلى تأمين سريتها 0 ( الشناوي ، 1996)
مدة الجلسة :
تتوقف مدة الجلسة ( طولها ) على مجموعة من الاعتبارات ، إلاّ أن أهم هذه الاعتبارات ( العمر ) فالأطفال دون السابعة بحاجة إلى أن تكون جلساتهم في حدود ( 20 ) دقيقة ، وتزداد المدة مع ازدياد العمر لتصبح حوالي ( ساعة ) بالنسبة لمن هم في أعمار أكبر من الثانية عشرة 0 وبالنسبة للطلاب فإنه يحسن بالمرشد أن يجعل الجلسة الإرشادية في حدود ( حصة واحدة ) 0 وأن ترتب مواعيد الجلسات مع مواعيد الحصص حتى لا يضطر الطالب إلى مغادرة حجرة الدراسة وسط الدرس 0
التحضير للمقابلة :
في بعض مراكز الإرشاد يكون مطلوبا تعبئة بيانات بعض البطاقات التي قد تشتمل على تاريخ الحالة وبعض المعلومات عن المشكلة وغيرها ، كما قد يكون مطلوبا من المسترشد ( في بعض مراكز الإرشاد المهني ) إجراء بعض الاختبارات قبل أن يبدأ عمله مع المرشد 0 وتسمى هذه الإجراءات بالتحضير أو المقابلة التحضيرية Intake وقد يقوم بهذه المهمة سكرتير المركز ( تعبئة البطاقات ) أو أخصائي مخصص لهذه العملية أو يقوم بها المرشد كمرحلة سابقة لبدء الإرشاد 0 البيانات التحضيرية التي نحصل عليها من المسترشد تكون متاحة للمرشد قبل موعد المقابلة الأولى 0
ويرى البعض من الباحثين أنه من الأفضل أن يطلع المرشد على هذه البيانات ليعد نفسه للمقابلة بناء على معلومات ، إلا أن البعض الآخر يرون أن هذه البيانات إذا أطلع عليها المرشد قبل المقابلة الأولى فإنها قد توجه كثيرا من عمله ، وقد تجعله يصدر أحكاما تقويمية قبل بدء تكوين العلاقة 0 غير أن ( محمد محروس الشناوي ) يرى أنه بالنسبة لعمل المرشد الطلابي فمن الأفضل أن يطلع على مجموعة من المعلومات وخاصة أن كثيرا من المعلومات حول طلاب المدرسة تكون متاحة للمرشد 0
وعند إطلاعه على هذه المعلومات فإنه يستطيع أن يقدر مدى حدة هذه المشكلة ، وأن يرتب لمقابلة المسترشد في الوقت المناسب 0 كما أن ذلك يساعد على توفير وقت المرشد الذي لو ترك أمر الحصول على المعلومات لمشاعر المسترشد وحدها فقد يطول زمن الإرشاد 0 لكن في نفس الوقت يجب أن يحتفظ المرشد بالخصائص الأساسية المطلوبة فيه ، وهي عدم الإسراع في الحكم على السلوك أو التصرفات التي تتضح له من الاطلاع على هذه المعلومات ، وأن يركز في المرحلة الأولى على تكوين الألفة مع المسترشد وبث الثقة في نفس المسترشد 0
أهداف المقابلة الأولى :
يسعى المرشد في المقابلة الأولى إلى تكوين الألفة بينه وبين المسترشد ، وكذلك التعرف على مشاكله أو مشاغله التي جاء من أجلها للإرشاد ، وفي رأي ( هانسين وزملائه 1977 ) أن الألفة لا تتكون من أول جلسة وإنما تنمو جلسة بعد أخرى نتيجة توافر الأبعاد الأساسية في العلاقة ( الأصالة والتقدير والتقبل والمشاركة القائمة على التفهم والأصالة ) 0
ويحدد ( أيزنبرج وديلاني 1977 ) الأهداف الآتية للمقابلة الأولى :
1ـ توليد اتصال منفتح ، وآمن وكامل حول المشغوليات التي تحتاج للمناقشة والعوامل والخلفية المرتبطة بهذه المشغوليات 0
2ـ العمل نحو تحقيق مستويات تزداد عمقا من التفهم والاحترام والثقة بين المرشد والمسترشد
3ـ مساعدة المسترشد على أن ينظر للإرشاد على أنه يساعده على تحقيق شيء مفيد له عبر الجلسات الإرشادية 0
4ـ التعرف على المشكلات والمشغوليات التالية في الأهمية ، أي التي يحتاج المرشد أن يركز عليها في الجلسات التالية 0
5ـ تكوين نظرة كلية لدى المسترشد ، بأن الإرشاد هو عملية ينبغي على طرفيها ( المرشد والمسترشد ) أن يعملا بجد للتعرف على المسترشد وفهمه وفهم مشكلاته 0
6ـ الحصول على معلومات حول المسترشد فيما يتصل بحل مشكلاته والتعامل مع مشغولياته 0 ) الشناوي ، 1996)
استقبال المسترشد :
وصل المسترشد إلى غرفة الإرشاد ( مكتب المرشد ) ولاشك أن المرشد يدرك جيدا أن البشر جميعا ينظرون بتقدير إلى الاستقبال الدافئ الودود حين يزورون غيرهم أو يقابلونهم 0 ويمكن للمرشد أن يكون طبيعيا في استقباله للمسترشد وأن يدعوه للدخول والجلوس مستخدما عبارات الود المألوفة 0 ثم يمد يده ويصافحه ويعرفه بنفسه ويقول له : تفضل بالجلوس ، والمصافحة تترك لدى المسترشد انطباعا بالود 0
ولكن المرشد عليه أن يقدر مدى ملاءمتها فقد تغني العبارات الودية عنها بالنسبة للتلاميذ الصغار ، بينما تكون عنصرا هاما مع طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية ، ولا بأس إذا المرشد معتادا على استقبال المسترشدين وهو واقف وخاصة بالنسبة للكبار ، ولا يحتاج إلى ذلك مع التلاميذ الصغار 0 ويجب حين يدعو المرشد المسترشد للدخول ألاّ يكون مشغولا بشيء ، وأن ينظر للمسترشد وهو يدخل للغرفة وأن يقابله بابتسام واهتمام وأن يدعوه للجلوس في المكان المعد لذلك ، ويجلس أمامه مباشرة أي مواجها له ، فلا أفضل في تكوين وتنمية الألفة من أن يكون المرشد في مواجهة المسترشد مع انحناءة خفيفة نحو المسترشد لتبث فيه إحساسا بالاهتمام به 0
بعد ذلك يبدأ المرشد بعبارات استهلالية مثل :ـ
ــ ماذا تود أن نتحدث عنه اليوم ؟
ــ ماذا أستطيع أن أقدمه لك ؟
ــ أنا تحت أمرك 0
ــ خيرا إن شاء الله 0
ويرى بعض الباحثين أنه من الممكن أن يتحدث المرشد مع المسترشد في موضوع جانبي لمدة خمس دقائق تقريبا لتخفيض التوتر لدى المسترشد ، إلاّ أن البعض الآخر يرى أنه من الأفضل الدخول إلى المشكلة مباشرة حتى لا يشعر المسترشد أن المرشد لديه ارتباك أو أن الوقت سيمضي دون الحديث عما جاء من أجله 0 ويقرر ( بوردن 1968 ) في هذا الخصوص أن البداية المباشرة في المشغلة أو المشكلة تعتبر طلبا من المسترشد أن يتحدث عن موضوع محدد بدقة 0 ويستطيع المرشد أن يحدد من أين يبدأ بناء على تقديره للموقف ، فإذا وجه للطالب مثلا سؤالا بسيطا عن الدرس السابق ومن الأستاذ الذي كان عندهم فقد ينتقل إلى الدخول في موضوع الإرشاد مباشرة باستخدام إحدى العبارات السابقة 0 ( الشناوي ، 1996)
أنا أرى :
وهذا من خلال خبراتي السابقة أنه من الأفضل ألاّ يبدأ المرشد مع المسترشد في مناقشة المشكلة مباشرة ، ولكن يمهد لذلك ، ويبدأ في موضوع جانبي ثم بعد ذلك يدخل لمشكلة الطالب 0 فقد وجدت أن الكثير من الطلاب وخاصة من يرسلهم إليّ المعلمون أو مدير المدرسة يتحرجون أو لا يقدمون أن حديث حول المشكلة التي يعانون منها ومع الاستمرار في الحديث يبدأ الطالب يتحدث عن مشكلته أو المعاناة التي يعاني منها 00 عكس الطلاب الذين يأتون من أنفسهم ويعانون من مشكلة ويريدون المساعدة في حلها فأجدهم هم الذين يبدؤون في الحديث عن مشكلتهم حتى قبل أن أطلب أنا منهم الحديث عن مشكلتهم