سيدة من جازان تحول (دمية باربي) إلى (عروس جازانية)


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وإنما عن طريق الدمية الشهيرة باربي المنتشرة والمعروفة على مستوى العالم

فكرست خبرتها وقدرتها التي اكتسبتها على مدار السنين في تزيين العرائس بالحلي والمجوهرات وفساتين الزفاف الشعبية والنباتات العطرية
لقاء

هدايه نت التقتها في منزلها المتواضع في احد الأحياء الشعبية في منطقة جازان حيث قالت: أنا سيدة لست متعلمة وعشت في فترة كان التعليم محصور في فئة بسيطة من الرجال أما فتيات المنطقة فلم يكن لهن حظ من التعليم ومع ذلك كانت حياتنا قمة في ألبساطه كان نعيش يومنا السعيد دون النظر إلى ما يخبئه المستقبل كانت حياتنا كلها أفراح وكانت المرأة فينا حريصة على أناقتها رغم بساطة الحال وضعف الامكانات فكانت تتجمل في بيتها وخارجه متزوجة كانت أم لازالت (عزبة) أي شابة لم تتزوج بعد ولم تكن الأفراح محصورة في الأعراس أو حفلات الطهور بل كنا في فرح دائم وذلك بسبب التواصل بيننا لأننا كنا مجتمع مترابط لم تؤثر فينا مقومات المدنية بسلبياتها الحالية وسط هذه الظروف كان لازاما على كل واحدة منا أن تكون ملمة بأمور الزينة أي تزيين نفسها وأخواتها وخاصة تزيين الشعر بالنباتات العطرية والمستحضرات الطبيعية فيما يعرف لدينا بالعضية أو العكرة
فكرة

واستهوتني فكرة التزيين منذ أن كنت فتاة صغيرة وأصبحت هوايتي وحرفتي وزد تعمقا فيها وتمكنا منها فأصبحت معروفة في مجتمعي باني أفضل مزينة للفتيات وخاصة في مناسبات الأعراس ويوما بعد يوما صبحت أكثر دراية بحرفتي واستفدت من التطور الذي شهدته هذه الحرفة في المنطقة فعرفت كيف يتم تزيين ألراس والملابس وأنواع الذهب المستخدمة والشائعة والمناسبة وأصبح الإقبال على يزداد خاصة واني صرت من أفضل المزينات في منطقتي ويشتمل تتزين العروس الجازانية على ما يعرف في مراسيم الزواج الجازاني بثاني ليلة وتتضمن التسريحة الجازانية المعروفة بـ( التشريخة) مع وضع مجموعة من النباتات العطرية والفل بالإضافة إلى لبس الذهب والذي يتضمن التالي( حزام، درزن بناجر، مجموعة من الخواتم،شماس وهو عبارة عن مجموعة من الجنيهات تنظم بطريقة معينة لوضعها على الرأس ) إلى جانب فستان مخصص لهذه المناسبة وهو ما يسمى (بالميل) وتتراوح أسعار هذا النوع من القماش من500 ـــ 5000 ريال وتصل التكلفة المادية للتسريحة الجازانية بـ( 500 ــ 1000 ) ريال ورغم مشغوليتي الكثيرة بين زوجي وأبنائي وبين ارتباطي بهوايتي التي صارت حرفتي لفت انتباهي ذات يوم دمية كانت مع حفيدتي وهم يسمونها باربي ولم اكترث بالدمية لأنها دمية بل لان شكلها يدفع الفتيات الصغيرة لتقليدها في التسريحة والزينة وهذا مااغاضني وقررت أن انتقم وارد لهم فتاتهم المتبرجة وقد أصبحت عروسا جازانية بحشمتها وكامل زينتها
تطبيق

فاشتريت مجموعة منها وبدأت في وقت فراغي تطبيق ما تعلمته من النساء الكبيرات على تلك الدمى الصغيرة المصنوع من البلاستيك والخيش فتفننت في تزيين تلك الدمى وتصف لنا كيفية تزيين الدمى قائلة أجد معاناة شديدة في تجهيزها وله مراحل أولها الشعر حيث أقوم بتسريحها مثل العروس الحقيقية وصعوبة هذه المرحلة تتمثل في رداءة شعر بعض الصناعات مما يصعب تسريحها بالطيب والنباتات العطرية ، مرحلة الخضاب وهذه من المراحل الصعبة في تزيين الدمية بسبب نعومة جسم الدمية وصعوبة النقش عليه ، المرحلة الثالثة حياكة الفل بالصوف وهذه المرحلة سهلة ولا تحتاج وقت كمراحل الأولى ومن ثم يوضع على منطقة الرأس والصدر ، حياكة فستان مخصص وأضافت ( أم محمد ) تتفاوت قيمة الدمية حسب حجمها حيث تقل كلما صغر حجمها بينما تصل قيمة المتوسطة الحجم من 100 ــ 200 ريال وتشير (أم محمد) إلى أن صناعة تزيين الدمى بالتراث الجازاني يجد إقبالا واسع من نساء المنطقة من باب اهتمامهم بالتراث الشعبي وخاصة في مجال الملابس والمقتنيات ولم يكن الغرض من ذلك التجارة أو السعي وراء الربح ولكن عندما كن النساء يحضرن لدي لتزيينهن مع بناتهن وأخواتهن وعندما تقع عيونهن على الدمية تطير عقولهن بها نظرا لجمالها ولغرابتها فيساومنني عليها فاضطر إلى بيعها منهم حتى أغطي خسارتي التي تكلفتها عليها ويصل ثمنها أحيانا إلى مئتي ريال مما جعلني أفكر جديا في الاستفادة تجاريا من هذه الدمية التي أصبحت الموزعة الوحيدة لها في المنطقة والتي أصبحت شعار لها بعد ان كانت فتاة غربية متبرجة